أكد مختصون في مجال التنقيب أن متابعة الظواهر الأثرية ومقارنة الأنماط في بعض المدافن الركامية في مواقع مختلفة على نطاق المملكة ودول الخليج كشفت عن وحدة حضارية لأجزاء شبه الجزيرة العربية.. جاء ذلك في ندوة آثار الخليج التي نظمتها الهيئة العليا للسياحة والآثار برعاية الأمير سلطان بن سلمان ومشاركة باحثين ومحاضرين من دول الخليج، والتي اختتمت أول من أمس في الرياض بعد أن تناولت على مدار يومين محور "المكتشفات الأثرية الحديثة في دول مجلس التعاون الخليجي". وعبر ثلاث جلسات رئيسية ناقش ثمانية متخصصين تجارب متعددة في مجال التنقيب والاكتشافات الأثرية، ضمن الفعالية الثقافية التي استهدفت تعزيز التعاون بين دول المجلس في مجالات الآثار والتاريخ الثقافي للمنطقة، حيث قدم الدكتور عبدالعزيز الغزي دراسة مقارنة عن "التصميم الداخلي لغرف الدفن الركامية الحجرية في موقع عين فرزان بمحافظة الخرج"، أشار خلالها إلى أن تاريخ تلك المدافن يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد أو ما يعرف بالعصر البرونزي. كما تناول الباحث الإماراتي عيسى حسين المكتشفات الحديثة في إمارة الشارقة، موضحاً أن عمليات البحث المنظم في الإمارة نجحت في اكتشاف أداة من الكوارتز تستخدم لأغراض التقطيع والفرم، ويعود عمر هذه الأداة التي وجدت في منطقة فيلي بوسط الشارقة إلى مليوني عام تقريباً، وقال: إن التحريات تؤشر على وجود أدوات من العصر الحجري الأوسط، وإلى الفترة المؤرخة ما قبل 120 ألف عام. أما الباحث علي المقبالي من الإمارات فأكد في ورقته "العصر البرونزي المبكر" أن منطقة جبل حفيت التي يقع أغلبها في سلطنة عمان كشفت عن وجود أحافير بحرية تعود لسبعين مليون سنة، وهو ما يثبت أن المنطقة كانت مغمورة بماء البحر، غير أن قصة لا تقل تشويقاً جاءت من الباحث العماني خميس العاصي الذي تحدث عن مدينة "قلهات" التي كانت ذات يوم ميناء بحرياً في ساحل عمان تلجأ إليها المراكب المبحرة بين الخليج والهند، وزارها ابن بطوطة وجاء على ذكرها الإدريسي وماركو بولي قبل أن تختفي من الوجود في القرن الخامس عشر بعد أن دمرها زلزال حولها بالكامل إلى منطقة شاسعة من البقايا الأثرية التي صنعت موقع جذب سياحي وظلت شاهدة على التجارة الإسلامية القديمة في المحيط الهندي.