حذر حاضر في ندوة عن الآثار من اتجاهات وأهداف البعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار، كونها تركز على عصر ما قبل الإسلام، وتتجاهل الحضارة الإسلامية. جاء ذلك خلال اختتام جلسات أعمال ندوة «المكتشفات الأثرية الحديثة في دول مجلس التعاون الخليجي»، أمس الأربعاء، في فندق الخزامى بالرياض، والتي نظمها قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي. وخرجت أعمال الندوة بعدد من التوصيات، منها: إجراء عمل ميداني على مستوى دول الخليج، وخصوصا على المقابر، لكونها أكبر الظواهر انتشاراً بين دول الخليج، وإجراء عمل مكتبي لدراسة المقارنة بينها، لأن هناك وحدة حضارية بين دول مجلس التعاون. إلى ذلك، رأى المجتمعون ضرورة تبادل طلاب الجامعات بين دول مجلس التعاون الخليجي، لوجود كليات متخصصة في الآثار، ومقررات (الآثار في الجزيرة العربية)، الأمر الذي يساعد على تبادل معرفة الآثار على مستوى دول الخليج. كما أشاروا إلى وجوب توحيد مسميات الفترة التاريخية بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهو أمر يطرح ضمن الندوة قضية أثرية، كالمفاهيم، والتسلسل الزمني للأبحاث الأثرية. وكذلك التركيز على المواقع الأثرية، وكيفية حمايتها من الزحف العمراني. وإنشاء قاعدة بيانات بين دول الخليج لتبادل البيانات والبحوث الأثرية في كل من الجامعات، والإدارات الأثرية في الجهات المعنية، والمختصين بالآثار. وكانت الجلسة الأولى بدأت الثلاثاء بمحاضرة قدمها الدكتور عبدالعزيز الغزي بعنوان «التصميم الداخلي لغرف الدفن في المقابر الركامية الحجرية في موقع عين فرزان بمحافظة الخرج»، وأشار إلى وجود «الوعل» مدفوناً في المقابر، وهو رمز للعزة عند العرب، لأنه لا يستسلم لمطارده. وتحدث الباحث عيسى بن عباس حسين في محاضرته «المكتشفات الحديثة في إمارة الشارقة» عن المكتشفات الأثرية التي تحققت حديثاً في منطقة جبل «فاية» في المنطقة الوسطى من الشارقة. وذكر الدكتور خالد أسكوبي في محاضرته «النتائج الأولية لحفرية إنقاذية لتلَّين أثريين في حي النسيم بمحافظة تيماء»، أن نتائج التنقيب أسفرت في التل الأول عن مدافن بشرية تبلغ 26 قبراً. كما أوضح الباحث علي المقبالي من الإمارات في محاضرته «قراءة في العصر البرونزي المبكر (العين)» أهمية جبل حفيت الجيولوجية والأثرية، حيث اتضح من خلال عمليات المسح التي تمت في منطقة جبل «حفيت»، وذراعاه المنبثقان عنه، الشمالي والغربي، وجود المئات من المدافن التي تنتشر على سفوحه ومنحدراته. واختتمت الندوة بمحاضرة «كانت هنا يوماً مدينة تدعى قلهات»، قدمها الباحث خميس العاصي من سلطنة عُمان، وهي من أهم المواقع التي تقف شاهداً على التجارة الإسلامية القديمة في المحيط الهندي، والتي لها جذب سياحي، بعد أن كشفت التنقيبات الأثرية الحديثة عن العديد من الشواهد الأثرية في المدينة. يذكر أن أول ندوة أقيمت كانت عام 2001 بدولة الكويت بعنوان «آخر المكتشفات الأثرية بدول مجلس التعاون الخليجي»، ومن المتوقع أن تقام العام المقبل في دولة البحرين.