تقدم السودان بطلب لعقد اجتماعين طارئين لمجلس السلم والأمن الأفريقي على مستوى القمة والثاني لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، بغية إطلاعهما على تفاصيل اعتداء دولة جنوب السودان على أراضيه واحتلالها مدينة هجليج وإصرارها على عدم الانسحاب منها، كما أوضح الناطق باسم الخارجية السودانية العبيد مروح، مشيرا إلى أن وزير الخارجية علي كرتي أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية تركيا أحمد أوغلو، الذى أعلن بدوره أنه سيطلع وزراء حلف الناتو خلال اجتماعهم الذي سيعقد ببروكسل غداً، على تلك التطورات. وفيما دفعت واشنطن بمبعوثها إلى السودان وجنوب السودان برينستون ليمان، من أجل تهدئة التوتر المتصاعد منذ عدة أسابيع بين الخرطوموجوبا، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، إن ليمان سيصل إلى الخرطوم اليوم، بعد أن التقى رئيس جنوب السودان سلفاكير في جوبا. وكانت المندوبة الأميركية في الأممالمتحدة سوزان رايس، قد قالت إن مجلس الأمن الدولي ناقش إمكان فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان ما لم يضعا حدا للاشتباكات الحدودية التي يخشى أن تتصاعد إلى حرب شاملة بينهما، كما طالب الاتحاد الأفريقي حكومتي السودان والجنوب بسحب قواتهما من منطقة أبيي المتنازع عليها. من جانبه، قال السودان إن تكلفة الدخول في صراع شامل مع جنوب السودان لن تمنعه من استعادة السيطرة على حقل هجليج النفطي، وإن حقول النفط المستغلة حديثاً ستساعد في دعم اقتصاده وتعويض خسائر هجليج. وقال السفير السوداني في كينيا كمال إسماعيل سعيد، إنه "رغم التكلفة المرتفعة للحرب ورغم الدمار الذي يمكن أن تحدثه فإن خياراتنا محدودة للغاية، ويمكننا تحمل بعض التضحيات حتى نتمكن من تحرير أرضنا"، فيما أعلن السودان البدء في تقديم شكاوى رسمية دوليا ضد حكومة جنوب السودان لاعتدائها على منطقة هجليج. وقال الجيش السوداني أنه صد هجوماً من قبل الجيش الشعبي على سرية تابعة للقوات المسلحة في منطقة بحر العرب، على بعد 62 كيلومتراً جنوب مدينة الميرم بالولاية. وقال معتمد الميرم العقيد فتحي عبدالله عربي، إن قوات محدودة من الجيش الشعبي الجنوبي قامت بالهجوم على المنطقة بهدف تشتيت جهد القوات المسلحة التي تعمل على تحرير منطقة هجليج من قبضة الحركة الشعبية. وأوضح أن القوات المسلحة كبدت التمرد بالمنطقة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات يجري حصرها. فى ذات الوقت تنبأ زعيم حزب الأمة بالسودان الصادق المهدي باندلاع ثورة شعبية في السودان، وقال إن نظام الحكم في الخرطوم بدأ يحتضر وجدد التأكيد على مساعي حزبه الرامية لايجاد نظام بديل للحكم الحالي عبر الطرق السلمية. وطالب المهدي، رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت بالاحتكام إلى صوت العقل وسحب قواته من منطقة هجليج.