بعد صمت دام سنوات عن مدة إنجاز المشاريع الخدمية وتفاصيلها، إلا أن اللوحات التعريفية بمشاريع الجهات الخدمية في منطقة عسير والتي وجهت هيئة مكافحة الفساد بنصبها على المشاريع المنفذة، وضعت الجهات الحكومية المعنية على المحك، إذ كشفت تأخرا لسنوات في تنفيذ مشاريع الجسور والطرق وكذلك المياه. وفي رصد ل"الوطن" لعينة من تلك المشاريع، اتضح أن المواطن والزائر وحتى بعض المسؤولين في تلك الجهات كانوا آخر من يعلم بمدة وتفاصيل المشاريع، ومن ثم فإن هذه الجهات تماطل وتحابي بعض المقاولين أحيانا، وكل ذلك على حساب تنمية الوطن وخدمة المواطن، الذي ينتظر بفارغ صبر اكتمال تلك المشاريع، ليهنأ بطريق واسع غير مزدحم، أو يحصل على احتياجه من المياه دون مشقة. مشاريع وزارة النقل أظهرت جولة "الوطن" على بعض مشاريع فرع وزارة النقل بالمنطقة أن الطريق الرابط بين محافظة أحد رفيدة ومتنزه الحبلة بطول 6،5 كلم، تم توقيع عقده مع المقاول بتاريخ 16/ 7/ 1429، بقيمة 55 مليون ريال، وتسليم الموقع في 15/ 8/ 1429، فيما كان التاريخ المقرر للانتهاء والتسليم الابتدائي في 15/ 2/ 1432، إلا أنه تم تمديد العقد لقرابة عام ينتهي في محرم الماضي. وإلى الآن لم ينته العمل به إذ لا يزال التنفيذ مستمرا في أعمال الردم، في حين أن زوار المنطقة وتحديدا في موسم الصيف يعانون الأمرين من جراء الازدحام الشديد في مركز الواديين بهدف الوصول إلى متنزه الحبلة. وفي اتجاه آخر، وفي ظل ما شهده طريق السودة من اختناقات مرورية تزداد عاما بعد آخر لاسيما في موسم الصيف، تم اعتماد ازدواج المرحلة الأولى منه بطول 25 كلم، إلا أن معلومات المشروع تشير إلى استلام الموقع من قبل المقاول في 26/ 1/ 1433 وبقيمة إجمالية 221 مليونا و800 ألف ريال، في حين أن ما أنجز حاليا وعلى مدى أكثر من عام لا يكاد يذكر مقارنة بمدة المشروع المقرر تسليمه في رجب عام 1434. وفي ذات الإطار، لم يتم بدء العمل في إصلاح مسار طريق خميس مشيط - نجران وتحديدا المنطقة الرابطة بين محافظتي خميس مشيط وسراة عبيدة وبطول يتجاوز 60 كلم، إذ إن المشروع المعلن يتضمن تعديل منحنيات عين اللوي، وتشير معلوماته إلى أنه تم توقيع العقد مع المقاول بتاريخ 18/ 12/ 1431 بقيمة 140 مليون ريال، وتم تحديد الانتهاء من المشروع وتسليمه ابتدائيا بتاريخ 20/ 3/ 1433، في حين أن الواقع يشير إلى تواصل أعمال الردم والقطعيات في منحنيات عين اللوي ولمسافة 8 كلم فقط، في حين أن اصلاح مسار طريق خميس مشيط - نجران لم يبدأ العمل فيه بعد، وسط معاناة حقيقية لسالكي الطريق من كثرة الحفر والهبوط وتشققات الإسفلت ومواقع تتجمع فيها المياه. مشاريع المياه في الوقت الذي ينتظر فيه أهالي عسير بفارغ الصبر اكتمال المرحلة الثانية من مشروع توسعة تحلية محطة الشقيق لتشمل محافظات المنطقة، وفقا للمشروع الممتد لها من بلقرن شمالا وحتى محافظة ظهران الجنوب جنوبا، فقد شهد المشروع تأخيرا باعتراف مسؤولي المؤسسة العامة لتحلية المياه، إذ أكد محافظها السابق فهيد الشريف خلال زيارته لمنطقة عسير الأربعاء 23/ 10/ 1432 في تصريح إلى "الوطن" أن خطوط أنابيب مشروع مياه الشقيق "المرحلة الثانية" تأخرت كثيرا بسبب مشاكل المسارات وسير العمل فيها، مشيرا إلى أنها ستكون جاهزة عام 2012. وتلاه تصريح لرئيس لجنة الإشراف على المرحلة الثانية من مشروع أنظمة نقل مياه تحلية الشقيق المهندس خالد الصافي نشرته "الوطن" بتاريخ 13/ 1/ 1433، أكد خلاله أن أبرز المعوقات التي تواجه المشروع هي وعورة بعض المناطق، التي يمر بها خط نقل المياه، إضافة إلى رفض بعض المواطنين مرور الخط في أراضيهم. فيما أعقبه تصريح لمحافظ المؤسسة الحالي الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم نشرته "الوطن" بتاريخ 15/ 5/ 1433، أشار خلاله إلى أن مشروع الشقيق - أبها الذي يطلق عليه "قاهر الصعاب"، والذي تبلغ تكلفته نحو 10 مليارات ريال، ويمد المياه من الشقيق إلى أبها، سيبدأ ضخ المياه بعد شهر من الآن، كما سيغذي ظهران الجنوب وسبت العلايا وجازان والبرك عبر الأنابيب العملاقة التي ستنهي مشاكل انقطاع المياه في هذه المناطق، إلا أن الواقع الحالي ومن خلال اللوحة التعريفية للمشروع بخزانات التوزيع في الواديين، تشير إلى أن توقيع العقد تم في تاريخ 19/ 12/ 1430، وجرى تسليمه في 5/ 2/ 1433 وتم تمديده لمدة عام إلى شهر صفر الماضي، ولم ينته العمل بعد. مشاريع الأمانة لم تكن مشاريع الأمانة بمنأى عن التأخير، بل قد تستحوذ على النصيب الأكبر من تعثر المشاريع بدءا بنفق خميس مشيط وانتهاء بنفق المنسك الذي تم اعتماده منذ عام ولم يتم بدء العمل به. وبمعاينة لوحات بعض مشاريع الجسور والأنفاق، اتضح أن مشروع جسر تقاطع حي الموظفين مع طريق الملك فهد الرئيس، تم توقيع عقده بتاريخ 8/ 9/ 1430 بنحو 93 مليون ريال، وبدأ العمل به في 22/ 9/ 1430، وأن التاريخ المقرر للانتهاء هو 30/ 3/ 1432، وتم تمديده لمدة عام إلى ربيع الآخر الماضي، ولم ينته العمل سوى من مسار واحد فقط، في إشارة منطقية إلى أن المسار الآخر سيستغرق نفس المدة السابقة. أما مشروع نفق تقاطع طريق الملك فهد مع الاستاد الرياضي "المحالة"، فقد تم توقيع العقد بتاريخ 27/ 8/ 1430 بنحو 99 مليون ريال، وبدأ التنفيذ في 9/ 10/ 1430 في حين حددت مدة التسليم في 23/ 4/ 1432، ولم ينته العمل في ذلك الوقت، فتم التمديد للمقاول لمدة عام آخر ليكون النفق جاهزا بتاريخ 23/ 4/ 1433، ومع ذلك ما زال العمل يتواصل به، وقد يحتاج إلى أشهر إن لم يكن أكثر من ذلك. وتكررت المشكلة ذاتها في نفق مشروع جسر تقاطع الحزام الدائري الشرقي مع طريق العرين بأبها، أي أن بيانات المشروع تكشف عن تأخر في المشروع.