يبحث خبراء وأكاديميون تقويم تجربة كراسي البحث العلمي في المملكة وطبيعة مخرجاتها العلمية، وإشكالات التمويل، والتوازن في الحقول المعرفية "الإنسانية والتطبيقية"، إضافة إلى آليات الشراكة الحقيقية مع تجارب كراسي البحث المناظرة على المستوى الدولي، وذلك في الندوة الأولى لكراسي البحث التي تنظمها جامعة الإمام بعد غد في مبنى المؤتمرات بالمدينة الجامعية بالرياض. وأكد وكيل جامعة الإمام للدراسات العليا والبحث العلمي، ورئيس اللجنة التحضيرية للندوة الدكتور عبدالله بن حمد الخلف في حوار ل"الوطن" أن الجامعة لها تاريخ طويل ومشرف في القيام بالعديد من المبادرات العلمية الهامة منذ تأسيسها وحتى الآن، وأن هناك أسبابا عديدة علمية ومجتمعية، دفعت الجامعة لاحتضان وتنظيم الندوة الأولى لكراسي البحث في المملكة، أهمها تقويم تجربة كراسي البحث في المملكة من حيث طبيعة مخرجاتها العلمية، وإشكالات التمويل، والتوازن في الحقول المعرفية "الإنسانية والتطبيقية" مجال البحث، وبحث آليات من شأنها إقامة شراكة حقيقية مع تجارب كراسي البحث المناظرة على المستوى الدولي، إلى جانب تقويم مدى استجابة المخرجات العلمية لكراسي البحث في المملكة وتلبيتها لحاجات المجتمع السعودي وتطلعاته، وإعادة ترتيب القضايا المطروحة على الأجندة البحثية لكراسي البحث بحيث يكون للقضايا الملحة ومثيلاتها ذات الصلة بمستقبل المجتمع السعودي أولوية متقدمة على هذه الأجندة البحثية. وحول أهمية انعقاد الندوة الأولى لكراسي البحث في هذا التوقيت، أوضح الدكتور الخلف أن أبرز أسباب انعقاد الندوة هو مرور وقت كاف على تجربة كراسي البحث في الجامعات السعودية على نحو بات معه التوقف لتقويم التجربة من خلال الرصد الموضوعي لمظاهرها الإيجابية والسلبية ضرورة ملحة، إضافة لذلك يأتي انعقاد هذه الندوة كاستجابة طبيعية لتغيرات جذرية في بنية التواصل العلمي على المستوى الدولي ومن ثم تعد الندوة في حد ذاتها إحدى آليات تعزيز التواصل العلمي مع العالم الخارجي وربط المجتمع السعودي بالعالم الخارجي، وتجلى ذلك في حرص القائمين على الندوة بدعوة عدة كراسي بحثية متميزة من دول العالم المختلفة. وحول النتائج التي يتوقع أن تحققها الندوة على المستويين المحلي والدولي، توقع الخلف أن تحقق الندوة على المستوى المحلي تلبية الحاجة الملحة لربط المخرجات العلمية لكراسي البحث باحتياجات المجتمع السعودي وتطلعاته، وتعزيز التعاون العلمي بين الجامعات السعودية بما يحقق مزيدا من النهضة التنموية الشاملة على مستوى الإنسان والمكان في المملكة، والتحقق من كفاءة أداء كراسي البحث في المملكة من شأنه تقوية منظومة البحث العلمي في المملكة بوصفها أحد أهم المؤشرات الضامنة لتحقيق مستقبل مشرق للمواطن السعودي. وحول تأمين الظروف الملائمة لإنجاح فعاليات الندوة، أوضح الدكتور الخلف أن نجاح مثل هذه الفعاليات بالفعل مشروط في المقام الأول بالجهود الأولية المسبقة التي تبذلها اللجان التحضيرية، مبينا أن اللجنة التحضيرية للندوة بذلت كل ما تستطيعه من جهد على مدار الشهور الأخيرة لضمان نجاح الندوة، وثمن جميع أعضاء اللجنة التحضيرية ما بذلوه من جهد في هذا الصدد.