تعثر المنتخب المكسيكي لكرة القدم مجدداً في نفس الأحجار، عاد إلى المنزل من دور الستة عشر للمونديال الخامس على التوالي، وودع جنوب أفريقيا أمام نفس المنافس للمرة الثانية على التوالي، عقدته "الأرجنتين". ونتطرق هنا إلى الأسباب العشرة التي أدت إلى الفشل المكسيكي: الهزيمة أمام أوروجواي: كل الأمور تشير إلى إهدار المكسيك فرصة تاريخية، فالفوز على أوروجواي كان سيمنحها صدارة المجموعة الأولى لتلاقي كوريا الجنوبية بدلاً من ميسي ورفاقه، وبعد ذلك كانت ستأتي غانا في طريق تأهلهم للمرة الأولى إلى الدور قبل النهائي، إنها كانت فرصة لا تعوض. قرارات خافيير أجيري: في مباراتين حاسمتين أخطأ في التشكيل والتغييرات، فأمام فرنسا ترك على مقاعد البدلاء أخطر مهاجميه خافيير هيرنانديز، وأمام الأرجنتين وضع أدولفو باوتيستا الذي لم يظهر من قبل، وفي المباراتين دفع بأفضل لاعبي خط الوسط لديه أندريس جواردادو، لكنه لا يلبث أن يسحبه من الملعب مثيراً دهشة الجميع. قلة الأهداف المزمنة: عدا هيرنانديز، صام بقية المهاجمين عن الأهداف، وبتسجيل 20% من الفرص السانحة كان من المستحيل الوصول بعيداً في المونديال، حيث كانت المكسيك هي النقيض من الفعالية الأرجنتينية الكبيرة. أخطاء العمق: "تمريرة" ريكاردو أوسوريو لجونزالو هيجوين كانت دليلاً على دفاع بطيء لم يقدم أية ضمانات، وأمام المنتخب الفرنسي الهزيل خرج الفريق بشباك نظيفة. التراجع المعنوي: عندما كان على الفريق أن يملك تلك الدفعة المعنوية الزائدة والإيمان بقدراته على معاكسة الظروف، بدا كما لو أن الأحلام توقفت لدى فريق المكسيك، وأجيري نفسه قال في تصريحات صحفية إن فريقه لم يكن موجوداً في بداية مباراته أمام أوروجواي. جيل عانى من زيادة تقديره: بعد أن وصفه كثيرون بأنه "الجيل الذهبي للكرة المكسيكية"، لم يكن الشباب الأربعة الذين توجوا أبطالا للعالم تحت 17 عاماً (إكتور مورينو وإيفراين خورايث وجيوفاني دوس سانتوس وكارلوس فيلا) حاسمين كثيراً. هيرنانديز فقط، الذي لم يشارك في تلك البطولة التي استضافتها بيرو عام 2005، كان "المختلف" الوحيد. جيل مودع: لاكواوتيموك بلانكو، الذي جعل المباريات أشبه بلقاءات تجمع عزاباً أمام متزوجين منها إلى مواجهات مونديالية، ولاأوسفالدو بيريز الحارس الأقصر في البطولة، ولا جييريمو فرانكو فعلوا شيئاً "المخضرمون جداً" لم يقدموا الأداء الذي يجاري شباب الآخرين. خطاب إعلامي "خيالي": بداية من التفكير في التأهل إلى نهائي المونديال لمجرد الفوز على إيطاليا في مباراة ودية قبل البطولة، إلى جمل مثل "نلعب أفضل أمام الكبار"، "جئنا لصناعة التاريخ"، "نريد الثأر من الأرجنتين" ...إلخ، دون تقديم أي دليل على ذلك على أرض الملعب، المكسيك بحاجة في الأساس إلى تقديم أداء يغطي جميع أنحاء الملعب. العقدة الأرجنتينية: بأربعة انتصارات فقط في 25 مباراة، ترى المكسيك في الأرجنتين منافساً أحبطها مراراً، والمكسيك نزلت للعب بطريقة "الند للند"، لكن ثقل التاريخ بدا حاضراً من الدقيقة الأولى، حتى ساعة مناقشة لاعبي الفريقين للحكم روبرتو روزيتي بعد احتسابه هدفاً غير صحيح لكارلوس تيفيز. إرهاب تحكيمي: لم يكن أحد ليعرف كيف ستنتهي الأمور، لكن من الواضح أن عدم احتساب كرة التسلل الصريح تماماً على تيفيز، قادت بطريقة جوهرية سير أحداث لقاء ملعب سوكر سيتي، وبعيداً عن أداء الفريق المتواضع، جاءت الضربة من الخارج قوية لتفشل المكسيك في الوقوف على قدميها من جديد.