المواد المستهلكة والملقاة بعد استعمالها، كالعبوات والورق والمخلفات الصناعية وغيرها يتم التخلص منها في حال الانتهاء من استخدامها، رغم ضرر هذه المواد سلبيا على البيئة، هي بالنسبة إلى الفنان الأردني جلال عريقات "عناصر رئيسية" في أعماله الفنية، بإعادة صياغتها في قالب فني حديث. الفنان الأردني جلال عريقات المشارك في أكثر من 200 معرض جماعي من 1975- 2010 داخل وخارج الأردن، سخر خبرته وتجربته في إقامة ورش العمل بالتعاون مع الجهات الخاصة والحكومية لطلاب المدارس على مختلف أعمارهم ومستوياتهم، مقدما ورشا لكيفية التعامل مع تلك المواد، حيث لكل مادة طريقة خاصة بالتعامل معها ومعالجتها كالورق والكرتون وعلب الصفيح، وعلب الألمنيوم والبلاستيك، وصناعة أعمال فنية ذات بعد فني وفكرة. وقال عريقات إنه بالوقت نفسه يحثهم على تطوير أفكارهم وتقديم ابتكارات جديدة غير مطروقة من خلال تفاعلهم فكريا و حسيا مع هذه المواد، مما يكسبهم مهارات يدوية و تنمية حس الابتكار لديه، وإدراك معنى قيمة الأشياء. حول أعماله الفنية التي استخدم هذه المواد لصناعتها، يقول عريقات: إن الفنون البصرية الحديثة تشمل أساليب واجتهادات متنوعة لتقديم فنون ذات قيم جمالية مدروسة وهي مرتكزة في بنيانها على المدارس الفنية السابقة، مستخدمين خامات مختلفة من مواد تقليدية معروفة كألوان الزيت أو الاكريلك أو المائيات، مضيفا: "لكنني في تجاربي أحاول طرح ما هو جديد في الفكرة والمعنى. ويرى عريقات أننا نعيش في كوكب صغير بموارده الطبيعية التي تحفظ له توازنه و تجدده و بالتالي ديمومته، لكن جشع أصحاب رؤؤس الأموال عادة ما يعمل على تدمير وقتل هذا الكوكب الصغير الذي نعيش فيه، ونتشارك الحياة مع الكائنات الأخرى، وخلال السنوات ال50 الماضية تم تدمير كثير من العناصر المهمة لأساسيات الحياة على هذه الأرض، وانقراض كثير من الحيوانات والنباتات. ويؤكد عريقات أنه من أنصار حماية البيئة والمدافعين عنها، مما دفعه لتقديم ما يمكن مستعينا بالفن البصري، لخدمة البيئة والحفاظ عليها، مستخدما نفايات المنزل الصلبة "من الورق والبلاستيك"، كعناصر أساسية في أعماله الفنية وإعادة بنائها وصياغتها بقالب فني بإيقاع بصري فيه الكثير من الإطلاق والحرية والحس، مستخدما القليل من ألوان الاكريلك حيث يكون إحساس اللون المعدني هو الطاغي في اللوحة. وعن رأيه في "التجربة السعودية" يقول عريقات: من خلال التبادل الثقافي وورش العمل ما بين السعودية والأردن التقيت كثيرا من الفنانين السعوديين ولي كثير من الأصدقاء والصديقات منهم، وهم على دراية وحس فني عال وعالمي المستوى، في مختلف الأساليب وبتجارب جدية في الطرح وعلى مستوى عال من الاحتراف وإنني تلمست في الفترة الأخيرة تجارب جدية فيها كثير من الحرية و الانطلاق. وذهب عريقات إلى أن الفنان يجب أن يعيش هاجسا وقلقا دائما لتقديم التجربة تلو الأخرى، للتجدد والتجديد، مما يتطلب تقديم أكثر من تجربة وأسلوب، على حساب امتداد تجارب السنين السابقة.