تسبب غلاء الأسمدة والبذور وتدني أسعار المحاصيل الزراعية في الآونة الأخيرة، في عزوف غالبية المزارعين بنجران عن مهنة الزراعة، وذلك حسب وصفهم، ولتكبدهم خسائر مالية كبيرة، وأصبح مردود المزارع لا يفي بمتطلبات الزراعة وأجرة العمالة، وسط مطالب بإيجاد آلية محددة لدعم وتشجيع الزراعة. وأكد المزارع عبدالله النجراني، على أهمية إيجاد حلول إيجابية لتسويق المنتجات الزراعية، الذي يعتبر من أهم المشاكل التي تواجه الفلاحين، مبينا أنه في أغلب الأحيان لا يغطي سعر بيع المحاصيل سعر التكلفة المتمثلة في الأسمدة والبذور ومواد الرش وأجرة العمالة. فيما تساءل المزارع مسفر آل دغيش، عن عدم تخصيص الزراعة أراضي مناسبة بأجور رمزية لإقامة مشاريع زراعية من بيوت محمية وغيرها تساعد المزارعين في تحسين دخلهم وإيجاد مصدر رزق لأغلب الشباب الباحثين عن العمل والذين لا يجدون أراضي ليزرعوها، وقال: لماذا لا يتم دعم هؤلاء الشباب وتذليل العقبات أمامهم وتحسين جودة المنتج الزراعي؟ أما المزارع أحمد آل قاس، فأشار إلى أن دور الجمعيات الزراعية في عملية تسويق المنتج غائب، معتبراً السياسة التسويقية للمنتجات الزراعية عنصرا مهما وحيويا يؤثر على الكفاءة الاقتصادية للقطاع الزراعي والقطاعات الأخرى، ولفت إلى أن أغلب المزارعين بالمنطقة غير ملمين بمجالات الزراعة وتسويقها، حيث يعتبر هذا الأمر من الجوانب الهامة والأساسية للتنمية الاقتصادية وزيادة معدلات الإنتاج. وبين المزارع محمد الكنفري، أن من الواجب توجيه الجمعيات التعاونية الزراعية والمستثمرين نحو الاستثمار في مجال بناء مخازن حديثة بمواصفات مختلفة قادرة على استيعاب المحاصيل التي تتلف بسرعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ومن الأفضل إيجاد متطلبات تخزينها لفترات طويلة لتسويقها بالشكل الأمثل وفي الوقت المناسب، إضافة إلى نشر التوعية باستخدام أساليب الإنضاج والخزن الطبيعيين عن طريق زيادة انتشار المخازن الحديثة. من جانبه، أكد مدير عام الشؤون الزراعية بنجران المهندس تركي الوادعي ل"الوطن" أمس، أن وزارة الزراعة تسعى إلى تفعيل دور الجمعيات الزراعية بالمناطق لتسويق المحاصيل وفق ضوابط وخطط تضمن للمزارعين حقوقهم وتخلق عملية توازن في الأسعار وتقديم كل ما من شأنه مساعدة المزارعين لمواجهة العقبات التي تعترضهم، وتحويل التحديات أمامهم إلى فرص ناجحة ذات عائد استثماري عال، والعمل على تقديم عدد من المحاضرات وورش العمل من قبل خبراء ومختصين وبرامج إرشادية وتوعوية للمزارعين.