د. مصطفى عبدالله آل عزيز لقد سعدنا بتبني الغرفة التجارية بأبها منتدى أبها الاستثماري الذي أقيم نهاية شهر مارس الماضي. ولقد عشنا في منطقة عسير بكافة محافظاتها ركودا في جلب الاستثمارات للمنطقة منذ سنوات، كان آخر ما تم هو شركة عسير للتجارة كشركة مساهمة والشركة السياحية وهي شركة مساهمة مقفلة، وشركة أسمنت الجنوب ومؤسسة عسير للصحافة والنشر( جريدة الوطن). وكانت هناك بعض المحاولات لإنشاء شركات ولكن للأسف لم تنجح مثل الجامعة الأهلية. إن المنطقة بحاجة ماسة جدا لإنشاء شركات جديدة، فالفرص الاستثمارية موجودة وهي فرص سياحية وفرص تعليمية وفرص صناعية وغيرها كثير. فمثلا النشاط السياحي يحتاج إلى إقامة شركة تتولى مشاريع منتجع السودة السياحي ومدينة الشباب بالحبلة والقرية العالمية للتسوق بمطار أبها، ومنتجع القحمة السياحي البحري ومشاريع الحريضة السياحية ومشاريع شقق فندقية مميزة في أبها وباقي محافظة عسير، وفندق خمسة نجوم في بيشة وتشغيل قلعة شمسان.... الخ أما الفرص التعليمية فتحتاج إلى شركة أيضا تتولى عمل جامعة أهلية ومدارس بنين وبنات على مستوى راق، وفرص صناعية، مثل مصنع الأدوية المتطور. إن عدم خروج هذا المنتدى بثلاث شركات للفرص المنوه عنها، كل شركة لا يقل رأس مالها عن مائتي مليون، فإنني أعتقد أنه لم يكتب له كامل النجاح، وأعزي الغرفة التجارية على الجهد الكبير الذي قامت به للترتيب لهذا المنتدى وعمل الدراسات اللازمة للمشاريع وخلق المناخ الاقتصادي والتجاري والصناعي للمنطقة ولا ألومها، فقد قامت بالواجب عليها ويبقى مجهودات الجهات المعنية بالتنمية بالمنطقة بإقناع رجال الأعمال بالمساهمة في هذه الشركات وتجميع مائتي مليون لكل شركة. وأول من نتمنى أن يساهم في هذه الشركات بالإضافة إلى شركة المملكة، هي صناديق التأمينات الاجتماعية وصندوق التقاعد التي لم تقم بواجبها تجاه المنطقة، وسوف لن تتأخر عندما تجد الضغط عليها باستثمار جزء من استثماراتها في المنطقة. إن رؤوس الأموال تحتاج إلى جهد لجلبها. لاننتظر رؤوس الأموال لتأتي إلينا، فالعمل التقليدي لم يعد يجدي، وأصبحت الدول تتسابق إلى رجال الأعمال وتذهب إليهم، ناهيك عن بعض مناطق المملكة التي نجحت مساعيها في جذب رؤوس الأموال إليها. إن قيام شركات كبيرة في المنطقة سوف يخلق فرص عمل للعاطلين من شباب وشابات وتهيئة فرص عمل للمبتعثين القادمين بقوة، فالقطاع العام لا يستطيع استيعاب جميع الخريجين وبعض الوزارات تعاني من البطالة المقنعة. إن هذه الشركات سوف تجعل للمنطقة ميزة تنافسية (competitive advantage) سواء في توظيف العاطلين أو تحسين الخدمات السياحية والتعليمية ِوالصناعية والصحية وتحافظ على أبناء المنطقة من الهجرة إلى المناطق الأخرى للبحث عن وظائف. وبمعنى آخر أن خلق فرص عمل للشباب والشابات يجب أن تكون له الأولوية القصوى على جميع مجالات الإدارة والتنمية، سواء كانت مشاريع متعثرة أو تنشيطا سياحيا أو غيرها، وهذه الحلقة المفقودة من تنمية المنطقة ولا تهون باقي الحلقات.. وأن الدول تضع استراتيجياتها وخططها وأهدافها لما يخدم توظيف العاطلين من أبنائها وتقليل نسبة البطالة ومراقبتها لما لذلك من أهمية كبرى في حفظ أمن واستقرار الوطن. ووطننا غال علينا. وإني لأعتب على أي مسؤول في بلدنا لا يعطي مثل هذا الموضوع الأولوية في جميع النشاطات والأهداف وحتى التصريحات، ويجب أن نعمل بخطط وأهداف محددة مسبقا ولا نعتمد على إدارة الأزمات.