يرفع المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان الاثنين المقبل إلى مجلس الأمن الدولي تقريرا حول مهمته في سورية بعد موافقة سلطاتها على اقتراحه لحل الأزمة. وعقدت المعارضة السورية اجتماعا في إسطنبول أمس لتوحيد صفوفها واعتماد رؤية مشتركة. وفيما زار الرئيس السوري بشار الأسد حي بابا عمرو المدمر على وقع مذابح في عدة مدن، أعلنت الأممالمتحدة أن القتلى تجاوزوا تسعة آلاف. إلى ذلك، اتهم المعارض الروسي بوريس نيمتسوف، الرئيس فلاديمير بوتين بدعم دكتاتوريات سورية وإيران. ------------------------------------------------------------------------ أعلنت الأممالمتحدة أن عدد قتلى الاضطرابات في سورية ارتفع إلى أكثر من 9 آلاف شخص، فيما سعت المعارضة السورية خلال اجتماعها في إسطنبول أمس إلى توحيد المعارضة حول الرؤى المستقبلية لسورية بعد سقوط النظام. وقال مبعوث الأممالمتحدة في الشرق الأوسط روبرت سري أمام مجلس الأمن أمس إن "العنف على الأرض يستمر دون توقف". وأضاف أن "تقديرات موثوقة تشير إلى أن عدد القتلى المرجح في سورية منذ بدء الانتفاضة قبل عام بلغ الآن أكثر من 9 آلاف شخص. وأصبح من الملح وقف القتال ومنع مزيد من تصاعد العنف". وفي المقابل ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 9700 شخص قتلوا منذ بدء الحركة المناهضة للنظام السوري. وفي سياق متصل قال السفير الأميركي في سورية روبرت فورد إن النظام السوري يرتكب انتهاكات تتعلق بحقوق الإنسان بما فيها التعذيب العشوائي للرجال الذين تعتقلهم قوات الأمن، ترقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية". وقال في جلسة استماع للكونجرس الأميركي إن الرئيس السوري بشار الأسد "لم يظهر اهتماما بحقوق الإنسان". إلا إن فورد أعرب عن معارضته لزيادة عسكرة النزاع وقال إنه يجب ممارسة الضغط الدبلوماسي على الأسد ليتنحى عن السلطة. ووصف فورد، الذي عاد إلى واشنطن بعد استدعائه، الوضع في سورية ب"المرعب". وقال "لقد أثرت مسألة حقوق الإنسان باستمرار خلال عملي في دمشق منذ أول لقاء لي" مع الأسد قبل 13 شهرا. وأضاف أن "الأسد لم يظهر اهتماما بحقوق الإنسان. بل كان في الحقيقة منزعجا من إثارتي لهذه المسألة". ميدانيا قتل وأصيب عشرات الأشخاص في إطلاق نار واشتباكات وعمليات قصف في سورية أمس، في وقت انسحبت القوات النظامية من وسط سراقب في محافظة إدلب بعد ثلاثة أيام على دخولها. وكانت امرأتان قتلتا "إثر إطلاق رصاص عشوائي بعد منتصف ليل أول من أمس في مدينة معرة النعمان" في المحافظة. ووقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة بالقرب من قرية دير سنبل في ريف إدلب أسفرت عن مقتل عنصرين من القوات النظامية. كما "سقط أربعة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات واستهداف للقوات النظامية في معرة النعمان ومدينة حمص". وقال المرصد إن رجلا قتل في حي الدبلان في حمص "إثر إصابته برصاص قناصة". وفي محافظة حمص أيضا، قتل مواطنان أحدهما برصاص قناصة في مدينة القصير والآخر في ريف القصير "إثر إصابته برصاص عشوائي من القوات النظامية التي تشتبك مع مجموعات مسلحة منشقة على الحدود السورية اللبنانية". وأفاد سكان في منطقة مشاريع القاع اللبنانية التي تمتد بعض أطرافها إلى الأراضي السورية أن جنودا سوريين دخلوا لفترة قصيرة الأراضي اللبنانية مطلقين النار و"اعتدوا على عدد من المنازل بإطلاق النار والتخريب". وكان الأسد قد تفقد حي بابا عمرو في حمص وقال إن "الحياة الطبيعية" سترجع إليه بعد الأحداث التي شهدها. إلى ذلك اجتمع مئات المعارضين السوريين في إسطنبول أمس لاتخاذ موقف موحد حول مستقبل سورية قبل مؤتمر "أصدقاء سورية" المقرر الأحد المقبل في المدينة نفسها. وسبقت الاجتماع المغلق لقاءات غير رسمية بين مختلف فصائل المعارضة ومن بينهم المجلس الوطني السوري. والمشاركون في اجتماع المعارضة هذا الذين يبلغ عددهم 400 شخص حسب المنظمين، مدعوون إلى الإعلان عن موقفهم من مسودة بيان نهائي قدمه المجلس الوطني السوري، يدعو إلى إقامة دولة قانون وإجراء "انتخابات حرة" في سورية. وفي خطاب في افتتاح الاجتماع دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الأسرة الدولية إلى دعم متمردي الجيش السوري الحر عبر تسليمه أسلحة ودفع رواتب.