يعود شبح التبعية للنجم كاكا لإثارة القلق في البرازيل قبل ملاقاة تشيلي اليوم في دور ال16، والتي ستشير إلى بدء المراحل الحاسمة في مونديال جنوب أفريقيا لكرة القدم. وأفاد التعادل السلبي أمام البرتغال راقصي السامبا في الحفاظ على صدارة المجموعة السابعة وتجنب "النهائي المبكر" أمام إسبانيا في دور ال16، لكن كثيرين يتساءلون اليوم إذا ما كان منتخب المدير الفني كارلوس دونجا يمكنه أن يطمح في الفوز بسادس ألقابه في بطولات كأس العالم دون وجود خيارات كافية على مقاعد البدلاء. وأكد الظهير الأيمن مايكون "على الجماهير أن تطمئن، كاكا لاعب كبير، لكننا 23 لاعبا، وفي وجود كاكا أو في غيابه سيثبت المنتخب البرازيلي قدراته دوما"، مكررا الجملة التي يقولها زملاؤه دائما كما لو كانت قولا مأثورا بأنه في البرازيل "لا يوجد أساسيون واحتياطيون" وأن قوة الفريق "تكمن في المجموعة". لكن محلل قناة "إسبن" البرازيلية باولو فينشيوس كويليو يعارض ذلك، ويشدد على أن مشكلة البرازيل الرئيسية في جنوب أفريقيا توجد "في مقاعد البدلاء". وقال كويليو: إن الخيارات التي يجب على دونجا اللجوء إليها بدلا من لاعبيه الأساسيين "ظلت في البرازيل"، في إشارة إلى إصرار المدير الفني على رفض الضغوط التي طالبته بضم المخضرم رونالدينهو أو الصاعد لاعب سانتوس باولو هنريكي، إلى القائمة النهائية للمونديال، ليلعب أحدهما دور "العقل المفكر" للفريق الذي يؤديه كاكا. وأكد المحلل أن ذلك الأمر قد بدا جليا في فشل جوليو باتيستا الذي اختاره دونجا للعب بديلا لكاكا في مباراة البرتغال للقيام بمهمة الممول لخط الهجوم. وقال باتيستا بعد المباراة: "المهم أننا لم نخسر، من الواضح أننا كنا نريد الفوز، لكننا أثبتنا في هذه المباراة أننا كنا الأفضل"، مفضلا إلقاء اللائمة في عدم هز الشباك على الصلابة الدفاعية البرتغالية. بيد أنه كان من الواضح أن البرازيل دون كاكا فقدت سطوتها الهجومية، الأمر الذي اعترف به دونجا نفسه، حيث أوضح في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة أن أداء فريقه لم يعجبه أمام البرتغاليين. وقال المدير الفني: "لسنا سعداء، نحن نلعب دائما من أجل الفوز"، معترفا بأن لاعبيه لم يتمكنوا من فرض إيقاع لعب سريع خلال المباراة، وارتكبوا عددا من الأخطاء في التمرير وارتكبوا خطأ الإصرار على المرور من العمق "كنت أتمنى لو لجأوا إلى الأجنحة". وأكد التعادل السلبي أمام البرتغال أن البرازيل الأفضل تعتمد على كاكا عندما يكون في أفضل حالاته، وقدم لاعب ريال مدريد الذي وصل إلى جنوب أفريقيا بإصابة في الفخذ أداء ضعيفا في الفوز الباهت الذي حققه الفريق أمام كوريا الشمالية 2 /1 في أولى مبارياته، عندما لم يكن قد استعاد مستواه بعد من الإصابة. وعندما تحسن إلى حد كبير أمام كوت ديفوار كان أحد العوامل الرئيسية في فوز الفريق 1/3، بيد أنه طرد ليغيب عن مباراة البرتغال في ختام المجموعة السابعة للبطولة. لكن ظهير برشلونة داني ألفيش الذي قدم بعض الفعالية خلال حلوله بديلا لإيلانو المصاب أمام البرتغال اعترف أن راقصي السامبا افتقدوا جهود نجمهم الأول وكذلك المهاجم روبينهو الذي ادخره دونجا لمواجهة دور ال16. وقال ألفيش: "نفتقد دائما كاكا وروبينهو عندما يغيبان، نحاول أن نعوض غيابهما بتقديم أفضل مستوى لدينا". وخلال مواجهة تشيلي، ستستعيد البرازيل كاكا كعقلها المفكر، كما سيعود دونجا إلى الاعتماد على روبينهو وإيلانو الذي تعافى من إصابة في الكاحل تعرض لها خلال مباراة كوت ديفوار. بذلك ينتظر من البرازيل استعادة سطوتها الهجومية والتقدم نحو دور الثمانية، لكن سيكون على جماهير السامبا أن تبتهل كي لا يحدث شيء لأي من النجوم الرئيسيين لدى دونجا حتى نهاية المونديال. ويؤكد كويليو: "البرازيل يمكنها الفوز باللقب، لكن سيكون عليها أن تفعل معتمدة على الأساسيين فقط".