اندهشت "حنان" الملقبة بأم طارق عندما حضرت لزيارتها زميلتها في العمل "بدور"، وبرفقتها صغيرتها ليان، الضيفة كانت تتوق أن تستقبلها جارتها ورفيقتها في العمل بالترحاب، ولكن الأمر بدا غير ذلك، وإذا عرف السبب بطل العجب، فقد كانت "الصغيرة" غير مرغوب بمجيئها، وجميع الحاضرات توقعن أن تنقلب موازين السهرة بسبب عادة سيئة اشتهرت بها الصغيرة، والجميع أصبح يعرفها بسبب تكرارها ألا وهي عادة "عض الأطفال". تقول أم طارق: "أم ليان صديقة محبوبة لدى الجميع، فهي دائما تضفي على مجتمع الصديقات جوا من المرح والبهجة، ولكن في حال كانت بدون رفقة صغيرتها". وتابعت" ما إن نلحظ قدومها برفقة الصغيرة حتى يتعكر صفو جميع الحاضرات، وتنقلب الجلسة إلى حالة من الاستنفار، فجميع الزميلات يتمنين أن تنتهي تلك الزيارة دونما حدوث كارثة دموية تسببها الصغيرة ليان لأحد من الأطفال، خاصة أنها في زيارتها الأخيرة ل "أم لمى" تسببت في نقل طفل إلى المستشفى، وكادت تبتر إصبعه الصغير بأسنانها التي هي أشبه بالسكين". ومن جهة أخرى تقول "أم ليان": "دائما تسبب لي صغيرتي مزيدا من الحرج مع الزميلات، خاصة أن عادة "العض" أصبحت متلازمة عندها، وقد عرضتها على عدد من الاختصاصيين، والجميع أجمعوا على أنها عادة سيئة وستزول عند كبرها، وأن علينا شغل وقتها بالألعاب المفيدة كالرسم وألعاب التركيب التي تحد من الطاقة السلبية عندها، كما نصحوا بمزيد من الاهتمام بها، ومنحها العطف والحنان". حالة أخرى تذكرها "سعاد" حيث تقول: ذات يوم زرت إحدى صديقاتي، ولكن الزيارة التي بدأت حميمية انتهت بذهابي إلى مركز الطوارئ، حيث انقض ابن الصديقة على طفلتي التي لم تتجاوز السنة من عمرها وعضها في أنفها وكاد يقطعه، ودخلت الصغيرة في حالة صراخ من شدة الألم، وأسعفناها في ساعة متأخرة من الليل، ولامني زوجي بشدة، حيث اعتقد أن هذا الأمر إنما هو بسبب تقصيري في متابعة الطفلة أثناء لعبها مع الصغار، ولم يكن يعلم أن ابنة صديقتي ذات الست سنوات انقضت عليها وهي نائمة في غرفة الضيوف". ولا تفضل اختصاصية التربية الأسرية مسفرة الغامدي اصطحاب الطفل العدواني إلى المناسبات، خاصة إذا كانت مناسبات غير عائلية، وقالت "بعض الأطفال يسببون حرجا لأمهاتهم أمام مجتمع الصديقات، ولاسيما بعضا من الأطفال الذين لديهم نوع من العادات السيئة كعادة الضرب أو العض أو التكسير، وهذه العادات سلوكيات سيئة قد تدخل الأم في سلسلة من الخلافات مع المحيطين الأسري والاجتماعي، وقد تعوق تلك التصرفات من تواصل الأم مع محيط الصديقات، وتسبب لها كثيرا من المضايقات التي تعقبها سلسلة من الانتقادات تحرج منها الأم". وعن سلوكيات الأطفال السيئة تقول الاختصاصية النفسية والمشرفة في قسم الموهوبات بتعليم القريات الجازي ندر الشراري: "من الأمور التي تضع الأمهات في مأزق وتلبسهن ثوب الحرج أمام مجتمع الصديقات بعض العادات والسلوكيات السيئة لدى أطفالهن، سواء كانت تلك السلوكيات إفرازات للتدليل المفرط لدى الأطفال أو من عوامل أخرى". وأضافت أن "السبب الرئيس لمثل تلك السلوكيات شعور الطفل بالامبالاة من قبل الأهل، فيلجأ لمثل تلك التصرفات لجذب الانتباه، ومن ثم يشعر بأن الجميع يشعرون به". وعن كيفية التغلب من تلك السلوكيات السيئة، خاصة عادة العض عند الأطفال تقول: "إحاطة الطفل بالرعاية والحنان، وشغل وقته بالألعاب المفيدة كالرسم وغيره تحد من تلك العادة السيئة، إلى جانب النصح والإرشاد بما يتلاءم مع عمره"، وقالت: "بعض الأمهات تلجأ إلى أسلوب العقاب المباشر كالضرب مثلا بعد عملية العض، ظنا منها أنها تقوم بمعالجة الوضع، والعكس صحيح، وهو أنها بذلك العقاب قد تزيد الأمر سوءا، وتتشكل لدى الطفل ردة فعل سلبية وتتأزم المشكلة".