كما كان متوقعاً، تأثرت مستويات فرق الدوري نتيجة الضغوطات الكبيرة، خصوصاً أن غالبيتها تقاتل من أجل إضافة الرصيد النقطي سواء بالنسبة لأندية الصدارة أو الساعية للهرب من قاع الترتيب، أو الباحثة عن مقعد في مسابقة كأس الأبطال. أدت فرق التعاون والرائد ونجران مباريات مثالية خلال الجولة الماضية(22)، مكنت كلا منهم من حصد 3 نقاط في غاية الأهمية، وابتعد عن ثلاثتهم بمسافة قليلة، فريق هجر الذي أحرج وصيف الدوري الأهلي كثيراً خلال مباراته أمامه قبل أن يسقط بالخسارة في آخر دقيقة من عمر المباراة، خلاف ذلك لم يكن هناك مردود فني يستحق الإشادة كما حصل مع هذا الرباعي. صراع الصدارة سباق الصدارة ما زال متواصلاً بين الشباب والأهلي، وكلاهما يبحث عن تعثر الآخر لعل وعسى أن يتوسع الفارق النقطي بينهما، فرغم عدم تقديم الفريقين لمستويات عالية في الجولة 22، إلا أنهما حققا الأهم بخطف 3 نقاط عززت من خطواتهما نحو اللقب الذي انحصر بينهما مع مرور الجولات الماضية، فلاعبو الشباب ومن خلفهم مدربهم برودوم، تخطوا باقتدار، ظروف الغيابات المؤثرة في صفوف الفريق، وتغلبوا على الفتح بعد مباراة صعبة، تجرأ فيها لاعبو الفتح كثيراً، إلا أن التركيز والتصميم أبطلا هذه الجرأة وحقق الشباب الفوز بهدف مختار فلاتة. في الأهلي، فإن الضغط العالي وتوقيت ركلة الجزاء التي سددها فيكتور، عدلا كثيراً من وضعية الفريق الذي كان يعاني من تقدم هجر بثلاثة أهداف مقابل هدف، فتمكن الأهلي من التعديل والتقدم برباعية مستفيداً من دكة البدلاء التي استغلها ياروليم خير استغلال بجانب استغلال لاعبيه ضعف حراسة هجر بوجود مصطفى ملائكة. الثلاثي الأفضل استحقت أندية الرائد والتعاون ونجران كسب مبارياتها أمام القادسية والاتفاق والنصر، نتيجة الرغبة والتصميم، التي كان عليها لاعبوهم طوال المباراة، وهي أهم العوامل المساعدة لتحقيق الفوز، فالرائد اكتفى بهدف عصام الراقي في القادسية بعد أن أضاع لاعبوه عدة فرص محققه إثر الاندفاع الذي كان عليه لاعبو القادسية. أما التعاون فقد استفاد كثيراً في الشوط الثاني وسجل هدفه الوحيد فارضاً سيطرته الكبيرة على المباراة، مستفيداً من ضياع الاتفاق كثيرا من الفرص المحققة للتسجيل في الشوط الأول خصوصاً من جانب الأرجنتيني تيجالي وأحمد المبارك. وتفوق نجران على النصر نظير امتلاك لاعبيه منطقة المناورة طوال شوطي المباراة، وإجادة خلق كرات مرتدة شكلت خطورة كبيرة على مرمى النصر، فاكتفوا بتسجيل هدفين ثمينين. الهلال يعاقب الأنصار عوقب الأنصار بخمسة أهداف في الشوط الثاني من الهلال، بعد أن تمكن من إنهاء الشوط الأول متأخراً بهدف يتيم، وجاءت خماسية الهلال المتوالية نتيجة تسجيل الأنصار هدف التعديل في وقت مبكر من الشوط الثاني ضاعف تمسكهم ببصيص الأمل المتمثل بالفوز على الهلال وإضافة 3 نقاط لرصيدهم.. هذا الأمل حفزهم للبحث عن التسجيل دون الالتفات لعواقب هذا الاندفاع الهجومي، فجاءت النتيجة عكسية نتيجة تباعد خطوط الفريق، وهو ما استغله لاعبو الهلال وهم يشكلون هجمات خطيرة على مرمى عبده بسيسي انتهت بإضافة 5 أهداف ليصبح المجموعة 6 أهداف. هذه السداسية ألغت أي طموح أو رغبة لدى الأنصار بالبقاء ضمن أندية زين للموسم المقبل، في المقابل أبقت الهلال مطارداً للشباب والأهلي حتى الأمتار الأخيرة. الأهداف مع الشوط الثاني بلغ عدد الأهداف المسجلة في مباريات هذه الجولة، 20 هدفاً، كان نصيب مباراة الأهلي وهجر7 أهداف، وهذا ما يعني ضعفاً لدى المهاجمين في استغلال الفرص القابلة للتسجيل. وشهد الشوط الثاني تسجيل 14 هدفاً مقابل 6 أهداف في الشوط الأول، وهو ما يعني تراجع التركيز والمخزون اللياقي لدى الغالبية العظمى من الفرق، وإن كان لاعبو هجر هم الأكثر تعرضاً لفقدان التركيز والتفاعل مع منتصف الشوط الثاني إلى آخر دقيقة من المباراة. مدرب الجولة تنافس أكثر من مدرب على نجومية هذه الجولة، إلا أن مدرب الرائد، التونسي عمار السويح نال الأفضلية بمحافظته على توازن فريقه خلال شوطي مباراته الحاسمة على أرض منافسه القادسية، وكذلك إجادته قراءتها قبل وأثناء مجرياتها ساعده في ذلك، العدد الكبير من اللاعبين المميزين وأصحاب الخبرات والمهارة المطلوبة لإنجاح أي منهجية يريد تطبيقها عليهم.