تعهد وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك بضمان حرية الإبداع الفني دون أي قيود في ظل حكومة تسيطر عليها حركة إسلامية وبإبقاء الثقافة محايدة خارج الصراع المحتدم بين الإسلاميين والعلمانيين في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي العام الماضي. وبرر مبروك رفض مشاركة بعض الفنانات مثل هيفاء وهبي ونانسي عجرم في مهرجان قرطاج الذي أثار تكهنات بأن الحكومة الإسلامية تسعى إلى فرض نمط موسيقي ملتزم، تحفظه على بعض الأسماء بدوافع فنية جمالية بحتة وليست أخلاقية مثلما يتم تداوله ولا علاقة له بالتزام الحكومة أو لأنها حكومة إسلامية هذا خاطئ تماما. وأضاف مفسرا "لم استشر أي طرف في الحكومة حول أي قرار وهم يعتقدون أن لي بعض الكفاءة تؤهلني لاتخاذ أي قرار وهذا أمر إيجابي". وكشف مبروك أن هناك لائحة من الأسماء الكبيرة يتم التفاوض معها للمشاركة في مهرجان قرطاج بغية إعادة بريق هذا المهرجان العريق. وقال إن من هذه الأسماء المطروحة سيلين ديون وألتون جون وربما أيضا الفنانة اللبنانية فيروز. وأضاف أن مهرجان قرطاج وكل المهرجانات ستظل مفتوحة أمام المبدعين السوريين ولن نعمد إلى أي مقاطعة ثقافية. وأثار وصول حركة النهضة الإسلامية مخاوف من المساس بالحريات والتغاضي عن التشدد الديني الذي يهدد الإبداع الفني في السينما والمسرح والرسم. لكن وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك وهو أستاذ في علم الاجتماع قال إن وزارته ستكفل حرية الإبداع الفني وستتصدى لكل ما من شأنه أن يمس هذه الحريات. وقال: "بالفعل هناك مخاوف حقيقية للعلمانيين من التشدد الديني ونحن نتفهمها ولكن بعضها حقيقي والبعض الآخر مبالغ فيه، لن نصمت على أي تجاوز ضد حرية الإبداع بمختلف أشكالها وسندين أي اعتداء على الإبداع ولن نفرض أي رقابة إدارية للأفلام والمسرح لكن على منظمات المجتمع المدني أيضا مساندة جهود الوزارة عبر التظاهر السلمي والقيام بدورها". ومضى يقول "أفضل أن أكون متسامحا وأن اشتم على أن أمس بأي شكل من حرية الإبداع.. ليست هناك قيود لحرية الإبداع ..هذا الأمر غير وارد ما دمت أنا وزيرا للثقافة". وأضاف مبروك "تم مؤخرا تهشيم منحوتة في تطاوين وحرق لوحة زيتية من حمام سوسة ونحن لا ننكر أن هناك حوادث تشير إلى التشدد الديني لكنها معزولة وسنتصدى لها بالالتجاء للقضاء وقد بدأنا بالفعل تحقيقات قضائية ضد المعتدين على المنحوتة في تطاوين". وانتقد مبروك سعي بعض النخب العلمانية إلى تضخيم الأحداث وقال "بعض مثقفينا يريدون بناء مشروعية على قاعدة صناعة الخوف وهو نوع من الاقتصاد السياسي لإدارة المخاوف". وتعهد مبروك بأن تكون الوزارة بعيدة عن أي استقطاب سياسي وديني مهما كان نوعه مضيفا أنه منع الداعية الإسلامي وجدي غنيم من استغلال مركب ثقافي لإقامة خطبة دينية الشهر الماضي. وقال إن وجوده ضمن حكومة محافظة تسيطر عليها حركة النهضة الإسلامية لا يعني المساس بحرية الإبداع في مختلف القطاعات الثقافية لأن هناك التزاما كبيرا في هذه الحكومة بدعم حرية الإبداع.