اعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن قرارا لمجلس الأمن حول سورية يكتفي بالإشارة إلى وقف لإطلاق النار وإلى الوضع الإنساني من دون التطرق إلى البعد السياسي يشكل "خطا أحمر" ينبغي عدم تجاوزه. وقال الوزير في مقابلة مع صحيفة لوموند أمس "لدي خطان أحمران" يتعلقان بسورية. وأضاف بشأن أحد هذين الخطين الأحمرين "لا يمكننا الاكتفاء بإعلان إنساني وبوقف لإطلاق النار. يجب الإشارة بالتأكيد إلى عملية تسوية سياسية مبنية على اقتراح الجامعة العربية". وأضاف جوبيه "أقر بوجود مأزق حقيقي. هل يمكننا تجميد قرار لا يكون سوى قرار إنساني من دون أي بعد سياسي تحت طائلة ترك المجازر تتواصل؟ أو هل ينبغي قبول هذه التسوية القليلة الأهمية تحت طائلة إطالة عمر النظام؟ إنه لأمر صعب للغاية". وتابع وزير الخارجية الفرنسي "لهذا السبب هناك ضغط قوي بعد غد في الأممالمتحدة للذهاب في هذا الاتجاه، من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومن البريطانيين والأميركيين". والخط الأحمر الآخر لدى آلان جوبيه يتعلق بوسائل وقف إطلاق النار. وقال "لا يمكنني أن أقبل بأن يتم وضع منفذي القمع والضحايا على مستوى واحد. إن مبادرة وقف الأعمال الحربية يجب أن تاتي بالتالي من النظام". والمفاوضات حول النص مجمدة حاليا بحسب مصادر دبلوماسية لأن الروس يطالبون بوقف متزامن لأعمال العنف من الجانبين. وروسيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي التي سبق وأن استخدمت حق النقض ضد مشروعي قرار حول سورية كما فعلت الصين أيضا، لا تريد من جهة خرى أن تتم الإشارة في القرار إلى خطة الجامعة العربية التي تتحدث عن تغيير النظام في سورية. وقال آلان جوبيه إن "خطة الجامعة العربية لا تنص على تنحي بشار الأسد عن السلطة. الأمر هو أن يقف جانبا، وبدقة أكثر تعيين نائبه للتفاوض والبدء بالعملية الانتقالية. إنه الحد الأدنى فعلا".