سجلت مختلف المراكز الصحية بجدة طيلة الأسبوع الماضي غيابا تاما لعمال النظافة، الذي تخلفوا عن أعمالهم نتيجة عدم صرف الشركة المشغلة رواتبهم لأشهر ماضية، مما تسبب في تكدس النفايات الطبية داخل أروقة المراكز الصحية، ودفع الممرضين والممرضات للاضطلاع بدورهم. "الوطن" تجولت أمس في نحو 3 مراكز صحية بدأتها بمركز صحي مدائن الفهد ثم القريات فالمنتزهات، ورصدت مشكلة تكدس النفايات في ممرات المراكز الصحية، مما أحدث تذمرا واضحا بين المراجعين والممرضين والممرضات، والتقت عددا من العاملين في هذه المراكز، حيث أكدوا أن عمال النظافة يتقاعسون في أداء مهامهم منذ عام تقريبا بسبب تأخر الشركة المشغلة لهم في منحهم رواتبهم، وتسبب ذلك في تغيبهم لمدد تراوحت بين أسبوع وأسبوعين، ومن ثم يعاودون العمل ثم ينقطعون مرة أخرى. وأوضح العاملون في المراكز أن الشهور الأربعة الأخيرة وتحديدا قبل انطلاق حملة شلل الأطفال بأسبوع وحتى أمس، شهدت غياب عمال النظافة نهائيا عن مختلف المراكز الصحية بحجة عدم تسلم مرتباتهم، إلا أنهم حضروا لأسبوعين ثم غابوا مرة أخرى منذ مطلع هذا الأسبوع، وما زالت النظافة في المراكز متردية بسبب هذه المشكلة. وذكروا أن مديري المراكز يستأجرون عمالة مخالفة في بعض الأحيان لرفع النفايات الطبية من غرف المركز، ويدفعون لهم مرتبات يومية من جيوبهم، فيما يؤدون هم كممرضين وممرضات وفنيين وفنيات دور عمال النظافة في أوقات كثيرة بسبب عدم قدرتهم على ممارسة عملهم وسط تكدس هذه النفايات. كما رصدت "الوطن" عددا من الفتيات اللاتي يعملن ممرضات وفنيات بهذه المراكز الصحية، وهن يقمن بتنظيف أقسامهن بأنفسهن، ويخرجن النفايات الطبية وغيرها من المبعثرات من ممرات المراكز إلى خارجها. وفي الوقت الذي أكد فيه عدد من مديري المراكز الصحية بجدة، أن الشركة التي تسلمت أموال عقود النظافة في المراكز الصحية تشرف أيضا على نظافة 31 مركزا صحيا بمركز أضم ومحافظة رابغ، علاوة على نحو 39 مركزا صحيا بجدة، أوضح مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي بادود ل"الوطن" أمس، أنه تلقى تقريرا، وهو في مهمة عمل خارج المملكة، يفيد بعودة عمال النظافة في المراكز الصحية بجدة، والبالغ عددها 39 مركزا، لممارسة مهام عملهم.