أكد مستشار جراحة التجميل والجراحة الترميمية رئيس قسم البحوث بمستشفيات القوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية الدكتور صالح بن عبدالله الغامدي، أن جراحة التجميل ليست ترفاً أو تقتصر على شد ترهل، وشفط دهون، كما يعتقد البعض، بل ضرورة، وترتبط كثيرا بحياة المرضى، وبوظائف أعضاء أجسامهم الهامة. ولفت الغامدي في حديث ل "الوطن" إلى أن أطباء التجميل يخوضون قرابة ثلاثة عشر تخصصا مختلفا، فهم يعملون مع جراحي الدماغ لإصلاح المشاكل التي يتعرض لها المرضى، ومع أطباء القلب عندما يواجهون مشاكل في قفل الصدر الناتج عن عمليات القلب المفتوح، ومع جراحي العظام لإصلاح تهتكات الأنسجة في الأعضاء، ومع جراحي السرطان لإزالة الأورام، وإعادة البناء، كما يعملون على إعادة بناء المشاكل التخلقية في الوجه والفكين. واستعرض بعضا من الحالات التي تؤكد أهمية الجراحة التجميلة في مستشفى القوات المسلحة على وجه التحديد، وقال "تمكنت من إصلاح تشوهات لوجه ورقبة فتاة تعرضت لحروق شديدة، وتسببت في التصاق الذقن مع الصدر، وتسبب ذلك في إعاقة تتمثل في انحناء الرقبة، وصعوبة في التنفس، وتكللت الجراحة بالنجاح، فيما نجحت في إنقاذ قدم طفل من البتر بعد تعرضه لحادث دهس نتج عنه تهتك شديد في الأنسجة والعظام، وذلك بإخضاعه لجراحة دقيقة تم خلالها إعادة بناء الأجزاء المتهتكة من القدم، كما نجت قدم ستيني من البتر إثر تعرضه لحادث مروري، وتعرضه لإصابات شديدة، ورغم إصابة المريض بالسكري إلا أنه خضع لجراحات عدة تم من خلالها تثبيت عدد من الكسور، وإنقاذ قدمه من البتر". وأضاف "أجريت جراحة لطفلة تعرضت لعدة حروق بالوجه والرقبة والفم، نتجت عن انسكاب زيت مغلي عليها، مما أدى إلى تشوه في العين، والفم، وصعوبة في الأكل، وتردٍ في الصحة العامة، وكانت الجراحة على مرحلتين، الأولى إعادة بناء العين، وإزالة الالتصاق، والاستعانة بغضاريف طبيعية من الأذن اليمنى، ومن ثم عملية بناء الفم، وقد استغرقت العملية ست ساعات، والمرحلة الثانية تمت بعد ثلاثة أسابيع تم خلالها إعادة بناء الرقبة، وتحرير الأوعية الدموية الكبرى، واستئصال الأنسجة المحروقة، فيما جرى معالجة الآثار الجانبية المتبقية للحروق باستخدام محفزات الخلايا الجذعية". وأضاف الدكتور الغامدي أن المتعة الحقيقية التي يجدها جراح التجميل في إعادة الابتسامة لوجه بريء، أو إنقاذ عضو مريض من البتر، أو إزالة ما سببته الحروق من تشوهات على محيا شابة، وسبب لها ذلك حرجا من مواجهة المجتمع، مؤكدا في هذا الصدد أنه من السهل أن تبكي طفلا، ولكن من الصعب أن تجعله يبتسم للحياة بعد معاناة، وذلك ما حدث مع الطفل الذي تعرضت قدمه لتهتك شديد، وكاد يفقدها. وعن نظرة السيدات السطحية لعمليات التجميل بين أن السيدات يجب أن يدركن أهمية هذا التخصص، وليس كما يتصورنه بأنه لزيادة الجمال، وتطبيق مقاييس معينة على أجسامهن، والتهافت على كل جديد دون معرفة عواقبه، لاسيما وأن بعضهن تعرض لمضاعفات خطيرة؛ بسبب عدم إلمامهن بجسامة ما يقدمن عليه من عمليات وجراحات. وعن الجديد في عالم التجميل قال الدكتور الغامدي إن "هذا العلم شهد تطورا شأنه شأن التخصصات الأخرى، ومن أبرز تلك التحولات تقنية إعادة بناء الأنسجة، وما يصحبها من تعويض للفقد في بعض مناطق الجسم، وتوظيف الخلايا الجذعية في إعادة الترميم، ومعالجة آثار التشوهات، وغيرها من التطورات التي أسهمت في جودة المعالجة في حالات مختلفة.