"لا يخفى على الجميع ما نمر به من ظروف جوية متقلبة في هذه الأيام، وعندما يكون الطقس بهذه البرودة والأجواء بهذه القسوة، فإنه يفترض أن يكون هناك سلوك إنساني يظهر القليل من المسؤولية والقليل من العاطفة والرحمة، فانعدام المسؤولية قد يوقع الجميع في موقف لا يحسدون عليه وانعدام الإنسانية باب واسع لحصد الإثم وتحمل وزر ذلك الفعل". عبارات جاءت ضمن شكوى تقدم بها عدد من أهالي مركز بني عمرو حول معاناتهم مع فرع جامعة الملك خالد للبنات في النماص، والتي شملت وسائل النقل المتهالكة التي يقود بعضها مجموعة من المتقاعدين وكبار السن لا يراعون صعوبة الطريق وكثافة الضباب والحافلات القديمة. يقول المواطن عبدالله سعد العمري: "تبعد كلية البنات في النماص عن مركز بني عمرو أكثر من 40 كيلو مترا، تقطعها الطالبات يومياً في تضاريس وعرة ومناخ متقلب، وبالرغم من تلك المخاطر التي تحيط بالطالبات لا يهتم سائقو الحافلات بالأمانة التي يحملونها، فهم يتسابقون فيما بينهم بسرعات جنونية، مما يؤثر سلباً على نفسية الطالبات وتحصيلهن العلمي". ويذكر المواطن سعيد حسن العمري أن مأساة وقعت لعدد من الطالبات في منتصف شهر محرم الماضي؛ حيث كان سائق إحدى الحافلات المحملة بالطالبات يسابق قائد حافلة أخرى، وفي أحد المنعطفات انحرفت حافلة واصطدمت بأحد الجبال مما أسفر عن إصابة عدد من الطالبات، لافتا إلى أن الطالبات يتكدسن في الحافلات، مما يدفع بعضهن إلى الجلوس في ممرات العبور لحين الوصول إلى الكلية، كما تشهد الحافلات أعطالا متكررة، وهي خالية من معايير السلامة. إلى ذلك، قال رئيس مركز بني عمرو ظافر بن خلوفة ل "الوطن" أمس: "وصلتنا شكاوى من أهالي المركز تتعلق بانعدام صيانة حافلات نقل الطالبات، وتهور السائقين في قيادتهم للحافلات". من جانبه، أكد محافظ النماص محمد بن حمود النايف ل "الوطن" أمس أنه يجب على متعهد النقل اختيار سائقين مؤهلين ولديهم القدرة والتحلي بالأخلاق الإسلامية، ويعرفون بأن العمل أمانة، مطالبا بوجود إدارة رقابية على السائقين، وكل ما يحدث داخل أروقة الكلية، مشيرا إلى أن ولاة الأمر وفروا كل الإمكانات وحققوا طموحات المواطنين في توفير الكليات والجامعات.