يتملكني العجب وأنا أرى مادة الإسفلت الحالية وهي كالعجينة تهضم وتتقلص وتتشقق مهما كان خليطها ومحتوياتها، لم تعد كما عهدناها تقاوم الحمولة الزائدة وحرارة الشمس اللاهبة وبرودة الجو القارسة، فهي دلوعة وذات ميوعة غير قادرة على المقاومة تثير هذه المادة فضولي فأجلس أتفكر هل صنعت خصيصا للشركات الربحية والتي تنظر للربح والعائد المادي أكثر من الخدمة ذاتها والجودة المفترضة؟!! فهي تحتاج لصيانة ربما لا أبالغ لو قلت يومية وإن أهملت أسبوعا لن يكون بالإمكان صيانتها فستكون بحاجة إلى قشر الأرضية وإعادة سفلتته، ربما أكون على حق فليس من المعقول أن يكون رجال زمان أقدر على كشف أسرار الجودة لقلة المختبرات وضيق ذات اليد على المستوى العام من أبناء هذا الزمان فقد اتسعت المدارك وكثرت المدارس وأجريت الكثير من التجارب فما السر في الجودة سابقا وانعدامها حاليا؟ لا يعقل أن كل الشركات والمهندسين مقتنعون مع وجود هذا الخطأ الفادح فجميع المحافظات دون استثناء تشتكي السفلتة السيئة ثم يأتي العبث الذي لا ينتهي وهي السفلتة ثم الحفر ثم إعادة السفلتة وكأننا ندور في حلقة مفرغة، ما الذي يجعل الطريق الذي تعبده وزارة النقل أكثر جودة وقوة وتحملا من تلك الطرق التي تتولى عقودها أمانات وبلديات المناطق والمحافظات فقد رأيت أكثر من طريق جيدة مقارنة بما يكون تنفيذه من قبل البلديات؟! هل أجد إجابة مقنعة أم تبقى الأمور مقنعة؟.