كشف التقرير السنوي لتسجيل براءات الاختراعات في العالم الصادر عن المنظمة الدولية للملكية الفكرية "وايبو" تصدّر السعودية المرتبة الأولى عربيا بتسجيل 147 براءة اختراع العام الماضي تلتها الإمارات ب 39 اختراعا. وجاءت مصر في المرتبة الثالثة بتسجيل 33 براءة اختراع تلتها المغرب ب 17 براءة اختراع ثم تونس بثماني براءات، فسورية بخمسة اختراعات فالكويت والجزائر بأربعة لكل منهما، بينما اكتفت الأردن ولبنان واليمن بتسجيل براءة اختراع واحدة لكل منها. ويمثل حلول السعودية على رأس القائمة العربية قفزة نوعية بعدما كانت سجلت 81 براءة اختراع في عام 2010 ، مما يعكس تطورا منهجيا في سياسة المملكة ورعايتها للاختراعات التي سجلت منها 45 براءة اختراع في عام 2007. وعلى الصعيد العالمي أظهر التقرير ارتفاع عدد براءات الاختراعات المسجلة عالميا خلال عام 2011 بنسبة 10.7% مقارنة بعام 2010 في أسرع معدل نمو يتم تسجيله منذ عام 2005. ووصف مدير عام "وايبو" فرانسيس غري في مؤتمر صحفي هذا النمو بأنه يؤكد أهمية الدور الذي يؤديه نظام معاهدة التعاون بشأن تسجيل براءات الاختراعات في العالم، إذ يظهر الابتكار كسمة هامة من سمات الإستراتيجيات الاقتصادية للدول. وأوضح غري تربع الصين على رأس قائمة الدول الأكثر تسجيلا لبراءات الاختراع في العالم العام الماضي بزيادة نسبتها حوالي 33 % ، تلتها اليابان بنسبة 21 % ثم كندا بنسبة 8.3% تلتها كوريا والولاياتالمتحدة بنسبة 8 % لكل منهما. وفي الوقت ذاته تربعت سويسرا على رأس قائمة الدول الأوروبية الأكثر تسجيلا لبراءات الاختراعات بارتفاع التسجيل بنسبة 7.3% تلتها فرنسا ب 5.8% ثم ألمانيا 5.7% فالسويد 4.6%. بينما تراجعت النسبة في هولندا بنسبة 14 % ثم فنلندا وإسبانيا بنسبة 2.7% لكل منهما تليهما المملكة المتحدة بنسبة 1%. أما الاقتصادات الناشئة فسجلت معدلات جيدة تقدمتها روسيا بنسبة 20 % ثم البرازيل بنسبة 17 % فالهند بنسبة 11 %. وأكد غري أن تلك البيانات تظهر أن الشركات واصلت دعم مجال الابتكار العام الماضي رغم عدم الاستقرار الاقتصادي المستمر، إلا أنه لم يتمكن من الربط بين انخفاض نسبة تسجيل براءات الاختراعات في بعض الدول الأوروبية وتأثير الأزمة المالية عليها أو ما إذا كانت ميزانيات البحث العلمي في تلك الدول تقلصت بصورة انعكست سلبيا على براءات الاختراعات. وعلى الرغم من تفوق الصين وكوريا والهند والبرازيل في الناحية التطبيقية التصنيعية في هذا المجال فإن أربع جامعات أميركية احتلت المرتبة الأولى في ترتيب أكثر المؤسسات العلمية نشرا لبراءات اختراعاتها العام الماضي. وتقدمت جامعة كاليفورنيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعتا تكساس وجونز هوبكنز الأميركية القائمة، بينما احتل معهد العلوم والتكنولوجيا المتطورة الكوري وجامعة سول المركزين الخامس والسادس قبل جامعة طوكيو اليابانية. في الوقت ذاته هيمنت الصين ومن بعدها الولاياتالمتحدة الأميركية على أكثر براءات الاختراعات في قطاع الاتصالات وصناعة الهواتف المحمولة وشبكاتها رغم تراجع نسبة الاختراعات المسجلة في هذا القطاع بنسبة 6% عالميا. بينما سيطرت خمس شركات يابانية متخصصة في الصناعات التقنية الدقيقة على أعلى معدلات تسجيل براءات اختراعات تطبيقية في منتجاتها لتستحوذ على حصة الأسد في هذا القطاع الذي ارتفعت فيه براءات الاختراعات بنسبة 23 %. في مقابل تراجع براءات الاختراعات المتعلقة بصناعات الكيمياء العضوية بنسبة 4% والأدوية والمستحضرات الصيدلانية بنسبة 2%.