لا يعتقد كثير من المراقبين للصراع في سورية أن الانتفاضة التي بدأت منذ قرابة عام انتهت، لكنهم لا يعتقدون أيضا أن الرئيس بشار الأسد قادر على استغلال حصار حمص كنقطة انطلاق لاستعادة السيطرة الكاملة على البلاد. لكن بعض الخبراء يعتقدون أن وحشية السلطات ستؤدي لحرب شاملة على غرار حرب البوسنة. وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان سارة ليا ويتسون، إن الاستخدام المتواصل للقوة ضد بابا عمرو "وتسوية الحي بالأرض على سكانه" لن ينهيا الانتفاضة بل سيزيدان المجتمع السوري تشددا. كما قال سلمان شيخ من مركز بروكنجز الدوحة "لا أعتقد أن إظهار أثر الدمار في بابا عمرو سيقضي على الانتفاضة. الانتفاضات ستكون في مئات المواقع في الأيام المقبلة. هذه ليست مجرد معركة مع الإخوان المسلمين، إنها معركة الآن مع شعب سورية". وتابع "الابن والأخ فعلا ما فعله الأب والأخ في حماة. يتبعان نفس قواعد اللعبة. ماذا سيكون تأثير هذا على المحتجين أنفسهم؟ لا أعتقد أنهم سيروعون. وإذا عومل الناس بهذه الطريقة فإن المزيد سيحملون السلاح". من جانبها فإن عائلة الأسد خاصة ماهر الأسد شقيق بشار الأصغر والقائد العسكري تعتبر قادرة على شن حملة أخرى كتلك التي شهدتها حمص أو حتى مذبحة كمذبحة حماة حين قتلت قوات الرئيس الراحل حافظ الأسد وشقيقه رفعت ما يصل إلى 20 ألف شخص عام 1982. وقال المحلل بمجموعة "أوراسيا" لاستشارات المخاطر السياسية أيهم كامل "الصراع يتحول لحرب أهلية. النظام والمعارضة لديهما قوات كافية لخوض مواجهة مسلحة. من المرجح أن تصبح المعارضة أقوى إذا توفر لها المزيد من الأسلحة والدعم اللوجيستي". وأفاد بأن عدد الوحدات التي يستطيع الأسد الاعتماد عليها يقتصر على الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري ويتألفان من العلويين ويقودهما ماهر الأسد. أما بقية الجيش فيقوده علويون وموالون لكن جنود الجيش من السنة، ويظهر تزايد أعداد المنشقين أن السلطات لا تستطيع الاعتماد عليهم في مواجهة المعارضة. ويعتبر الحل السياسي مستحيلا. فإصلاحات الأسد تلقى انتقادات حتى الآن باعتبارها سطحية وغير كافية وتجيء بعد فوات الأوان. ونظرا لاستخدام روسيا والصين الفيتو فإن الصراع يمكن أن يطول ويتخذ منحى مروعا مثل البوسنة، فينجر إليه المجتمع الدولي في نهاية المطاف.