أعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس عن خشيتها من ان يستمر الصراع في سورية «شهوراً». وعبر المدير العام للمنظمة ايف داكور عن قلقه على مصير المدنيين الذين لا يزالون محاصرين في درجات الحرارة التي تصل الى حد التجمد في حي بابا عمرو ويحتاجون الى طعام ومياه ورعاية طبية، وقال داكور في مقابلة مع هيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية: «نحن ممنوعون حالياً من جانب الجيش والحكومة السورية (من دخول بابا عمرو)... نأمل ان ندخل بابا عمرو اليوم (امس) علينا ان نكون ثابتين وألا نستسلم. المفاوضات تجرى على الارض في حمص مع القادة العسكرييين وأيضاً في دمشق». لكنه اضاف ان هناك فجوة بين «حقيقة القتال» والوضع الذي تصفه السلطات في العاصمة لوكالة الاغاثة المستقلة. وقال في اشارة الى بابا عمرو: «الوضع بالغ الصعوبة والاحوال الجوية مأسوية. الجو بارد جداً وهناك قتال وأشخاص لا يمكنهم الحصول على الغذاء او المياه وفوق كل ذلك مشكلة إجلاء الجرحى». وسُئل داكور عن التقارير التي تحدثت عن عمليات اعدام ارتكبت في بابا عمرو وعما اذا كان يمكن مقارنة ذلك بالمذبحة التي ارتكبت في منطقة سربرنيتشا البوسنية في منتصف التسعينات من القرن الماضي، فقال: «أحرص دائماً على ألا اخلط الاوضاع، فمن الصعب دائماً مقارنة الدول والاوضاع. لكن صحيح ان ما شاهدناه اليوم في سورية يقلقنا جميعاً اشد القلق». وأضاف، «مبعث قلقنا بالطبع متصل بما يمكنكم سماعه ورؤيته في حمص، لكن فوق كل ذلك له علاقة بحقيقة مفادها هو انني للأسف اخشى ان نواجه صراعاً او لنقل وضعاً للقتال يجازف بالاستمرار شهوراً عدة، بل ربما اطول من ذلك... والسكان المدنيون هم الذين يدفعون الثمن فعلياً». ولا يزال الصليب الاحمر يعمل على اقرار هدنة ساعتين يوماً للمساعدات الانسانية. وقال داكور: «ساعتان ليستا فترة طويلة جداً لكنهما ضروريتان للسكان لكي يحصلوا ببساطة على الدواء الذي يحتاجونه لكي ينقذوا الجرحى ويساعدوهم. حمص ليست المكان الوحيد المعرّض للخطر، فهناك اماكن اخرى في سورية تواجه مشكلات». وبسبب العمليات الامنية الواسعة النطاق في حمص وغيرها من المدن، يتخوف بعض الخبراء من حرب شاملة على غرار حرب البوسنة علاوة على المزيد من عسكرة الصراع الذي بدأ كانتفاضة مدنية استلهمت أحداثها من ثورتي مصر وتونس. وقالت سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط في منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الانسان ان الاستخدام المتواصل للقوة ضد بابا عمرو «وتسوية الحي بالارض على سكانه» لن ينهيا الانتفاضة على الارجح، بل في الاغلب سيزيدان المجتمع السوري تشدداً. وقال بيتر هارلينغ المتخصص في الشأن السوري في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات: «تتوقع أن يستعيد النظام حياً صغيراً مثل بابا عمرو بعد أسابيع عدة من القصف العنيف... هذه ليست نقطة تحول في الثورة... انه تطور آخر. المتمردون سيحاولون الحصول على أسلحة أثقل ومساعدة من الخارج». وتابع: «لنأخذ بابا عمرو على سبيل المثال... ماذا فعل النظام للمدنيين هناك... لم يبذل اي جهد جاد لحماية الناس. عاقبهم جماعياً وهذا سيزيد الناس تشدداً».