لا يعتقد كثير من المراقبين للصراع في سوريا أن الانتفاضة التي بدأت منذ قرابة عام انتهت لكنهم لا يعتقدون ايضا أن الرئيس بشار الاسد قادر على استغلال حصار حمص كنقطة انطلاق لاستعادة السيطرة الكاملة على البلاد. لكن بعض الخبراء يعتقدون أن وحشية السلطات ستؤدي الى حرب شاملة على غرار حرب البوسنة علاوة على المزيد من عسكرة الصراع الذي بدأ كانتفاضة مدنية استلهمت أحداثها من ثورتي مصر وتونس. وقال نبيل بومنصف الكاتب بجريدة النهار اللبنانية : إن النظام السوري فاز بمعركة في حرب لكنه لا يضمن الفوز. ومضى يقول ان المعارضة ستستمر ولن تهدأ أو تسامح أو تدير ظهرها. وقال بيتر هارلينج المتخصص في الشأن السوري بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات : نتوقع أن يستعيد النظام حيا صغيرا مثل بابا عمرو بعد عدة أسابيع من القصف العنيف... هذه ليست نقطة تحول في الثورة انه تطور اخر. وتقول سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان ان الاستخدام المتواصل للقوة ضد بابا عمرو وتسوية الحي بالارض على سكانه لن ينهيا الانتفاضة على الارجح بل في الاغلب سيزيدان المجتمع السوري تشددا. وقال سلمان شيخ من مركز بروكنجز الدوحة :لا أعتقد أن اظهار أثر الدمار الذي ألحقوه ببابا عمرو سيقضي بالضرورة على الانتفاضة. وأضاف :الانتفاضات ستكون في مئات المواقع في الايام القادمة. هذه ليست مجرد معركة مع الاخوان المسلمين او اي مجموعة.. هذه معركة الان مع شعب سوريا.وقال هارلينج من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات :لنأخذ بابا عمرو على سبيل المثال... ماذا فعل النظام للمدنيين هناك.. لم يبذل اي جهد جاد لحماية الناس. عاقبهم جماعيا وهذا سيزيد الناس تشددا. وقال شيخ :الابن والاخ فعلا ما فعله الاب والاخ في حماة. يتبعان نفس قواعد اللعبة. ماذا سيكون تأثير هذا على المحتجين أنفسهم.. لا أعتقد انهم سيروعون. وعلى الرغم من عسكرة الصراع وتراجع سلطة الدولة فان الاسد يحتفظ بولاء الجيش والمؤسسة السياسية والعسكرية ومن غير المرجح الاطاحة به على المدى القريب. وقال أيهم كامل المحلل بمجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية :الصراع يتحول الى حرب أهلية. النظام والمعارضة لديهما قوات كافية لخوض مواجهة مسلحة. من المرجح أن تصبح جماعات المعارضة أقوى فيما توفر دول الخليج المزيد من الأسلحة والدعم اللوجيستي. وقال كامل: إن الدعم الروسي الذي يحول دون التنديد بسوريا في مجلس الامن الدولي ويحافظ على تدفق الاسلحة على دمشق يمثل مؤشرا للنخبة في النظام على أن الاسد مازال قابلا للاستمرار مما يقلل احتمال حدوث انقسامات. ويعتبر الحل السياسي مستحيلا.. فاصلاحات الاسد تلقى انتقادات حتى الان باعتبارها سطحية وغير كافية وتجيء بعد فوات الاوان. ونظرا لاستخدام روسيا والصين حق النقض لمنع أي قرارات ضد سوريا في مجلس الامن فان الصراع يمكن أن يطول ويتخذ منحى مروعا مثل البوسنة فينجر اليه المجتمع الدولي في نهاية المطاف. وقال شيخ :أشعر أننا نسلك طريقا يقودنا فيه هذا الصراع الى جحيم سيدوم طويلا. سيجر هذا المجتمع الدولي بصورة اكبر كثيرا. يبدو لي هذا الى حد ما مثل البوسنة حيث استغرق الامر سنوات.