رغم التضاريس الوعرة في الشرق الأوسط إلا أننا تغلبنا عليها بالوسائل الحديثة، ولكن تبقى علينا إزالة تضاريس العقول المكبلة بالاستبداد وسحق الشعوب، شابت الأرض من هول ما عليها، بالأمس حزب البعث في العراق واليوم في سورية.. أباد صدام الأكراد وخلع الليل ظلامه لتتعرى الحقائق أمام العالم المخدوع بالهتاف وأزاهير الرياء الصفراء، وقفنا صفوفا مجندة في حرب العراق ضد إيران، وبعد أن استنزف حماسنا وعطاءنا الغزير استولى على أرض من أراضي خليجنا العربي ضاربا عرض الحائط كل الاعتبارات والقوانين، ولكننا واصلنا السعي للوثوق بروح مذنبة من جديد، فكان أسد سورية يكيل بمكيالين لشعبه الذي سحق آماله في الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتحالف مع إيران ضد العرب.. كانت الحقائق واضحة ولكن النظارة مكسورة، واستمر الحال طويلا، حتى ارتفع منسوب الدم وغمر الأرواح البريئة التي تقتل وتصلب بلا ذنب. كما أن استغلال ميل الناس للتدين وتشويه خلق الدين موقفان يسيئان إلى الدين وإلى القومية العربية والتقدمية في الوقت نفسه. قيم الإسلام واضحة ومعبرة عن جوهر الثقافة العربية الواسعة ومحاولات عدة تستغل الإسلام للترويج لأغراض سياسية تسيء إليه وتضيق من أطره الواسعة وقيمه الشاملة، وهذا يعني تفتيت وبعثرة الوحدة الوطنية للشعب والأمة، أصبحت وجوه من يستغلون الدين لتلك الأغراض ذميمة، وزوال النعم قريب منهم كموت الفجأة، تدافعت البيادق نحو الهاوية والرقعة على سفح جبل لا يبقى عليها إلا من أتى بالحجة والبينة وعيناه في السماء تنادي: "ربنا انصرنا على القوم الظالمين". قال الله تعالى: "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنا لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".