كشف الناطق الرسمي لتحالف القبائل اليمنية في كتاف، مهيب الضالعي، أن التغيرات السياسية الإيجابية في البلاد لم تغير من واقع المعارك التي تشتعل وتزداد شراسة بين مجاميع الحوثيين من جانب والقوات التابعة للقبائل المتواجدة في كتاف لنصرة أهالي دماج وغيرها من القرى السنية والزيدية التي استهدفهم الحوثيون من جانب آخر، فيما أكدت مصادر محلية بمديرية زنجبار، جنوبي البلاد، أن طائرات عسكرية أميركية نفذت ضربات جوية خاطفة استهدفت مواقع متفرقة يتمركز فيها مسلحون تابعون لجماعة "أنصار الشريعة"، إحدى التشكيلات المسلحة حديثة النشأة لتنظيم القاعدة في أبين. وبين الضالعي ل"الوطن" أن المعارك التي كانت تتميز بتقطعها بين التحالف والحوثيين أصبحت مشتعلة بشكل دائم بين الطرفين بعد فشل الحوثيين في استعادة المواقع التي فقدت منهم مع تقدم قوات التحالف لتخفيف الضغط والحصار المفروض على عدد من المواقع العسكرية التي لم تتخذ موقفا من المعارك الحاصلة بسبب غياب الحكومة الشرعية المنتخبة خلال العام الماضي. وأوضح أن أهم مسؤوليات الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الجديدة تكمن في مواجهة قطبي التخريب والإفساد في الجسد اليمني وهما تنظيم القاعدة وتنظيم الحوثيين اللذان يشكلان خطرا على الاقتصاد الوطني وأمن اليمن وقدرته على التعافي من الأزمة السياسية. وقال "ميدانيا الحوثيون يتعرضون لهزيمة تلو الأخرى في محاولتهم لاستعادة مواقعهم المتقدمة التي أصبحت تتساقط أمام تقدم تدريجي لقوات التحالف القبلي"، معتبرا أن عمل التحالف لا يحمل خطابا مذهبيا لكنه يسعى إلى محاربة الخطاب المذهبي المتشدد المدعوم من المشروع الصفوي الإيراني (على حد وصفه)، وقال "الحوثي لفكره العنصري الطائفي يريد إجلاء المخالفين له فكريا من كامل صعدة لذلك هجر أهلها وطردهم من قراهم ومنازلهم ومزارعهم ونحن نتكاتف لإرجاع الحق لأصحابه فقط". على صعيد آخر، أشارت مصادر يمنية ل"الوطن" إلى أن قوات عسكرية يمنية تابعة للواء 125 ميكانيكا معززة بمجاميع عسكرية أخرى من قوات المنطقة الجنوبية دشنت يوم أمس استعدادات مكثفة لخوض مواجهات مسلحة مع مسلحي تنظيم القاعدة بالترافق مع وصول تعزيزات جديدة من قوات الحرس الجمهوري التي يقودها النجل الأكبر للرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى مديريتي زنجبار وجعار للمشاركة في حملة عسكرية موسعة تستهدف تطهير الأخيرتين من مسلحي القاعدة. وأكد مصدر عسكري في زنجبار ل"الوطن" مصرع ثلاثة من عناصر القاعدة، مشيرا إلى أن ثمة مقاتلين أجانب في صفوف مسلحي القاعدة الذين يتمركزون في زنجبار. وعلمت "الوطن" أن الرئيس اليمني الجديد عبدربه منصور هادي، وجه وزير الدفاع بالإشراف الشخصي على الحملة العسكرية الموسعة الهادفة إلى تطهير مديريات أبين من مسلحي القاعدة وأن الأخير بادر إلى تشكيل غرفة عمليات خاصة لإدارة المواجهات المسلحة الوشيكة مع عناصر التنظيم.