صارت أفاعي البايثون العاصرة، التي يبلغ طولها خمسة أمتار ويمكنها ابتلاع غزالة تزن 25 كيلوجراما، من المشاهد المألوفة نسبيا في منطقة إيفرجليدز الطبيعية بولاية فلوريدا الأميركية. تأكل هذه الأفاعي الجائعة، التي تتسلل من منطقة الأحراش جنوب آسيا، كل ما يقابلها في الأهوار منذ عام 2000 .وقد أظهرت دراسة علمية جديدة، نشرتها دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس"، أن هذه الثعابين البورمية تدمر تلك المحمية الطبيعية المهمة ومناطق أخرى بولاية فلوريدا.وتقول الدراسة التي يزعم أنها الأولى التي تؤكد أن الثعابين هي السبب الرئيسي لاختفاء هذه الحيوانات.تقول مارسيا ماكنوت مديرة معهد المسح الجيولوجي الأميركي: "تفسد الثعابين العاصرة واحدة من أجمل وأهم الانظمة البيئية في أميريكا وأكثرها ثراء بالطبيعة".حظرت الإدارة الأمريكية مؤخرا استيراد الثعابين التي يمكن يصل طولها إلى خمسة أمتار ويصل وزنها إلى 70 كيلوجراما وجميع أشكال الاتجار فيها. غير أن الاتجار في الأفاعي العاصرة لا تزال قانونية، نتيجة لضغط من الجمعية الأميركية لمربي الزواحف، رغم أن معهد المسح الجيولوجي الأميركي يشير إلى ارتفاع المخاطر بأن تلحق هذه الأفاعي أضرارا خطيرة بالنظم البيئية الأخرى. وتقول جمعية "جمعية هيومين سوسيتي" للرفق بالحيوان إن التجارة غير المشروعة قد تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار.وجد الباحثون أن غزو ثعابين البايثون يمثل خطرا حتى على الزواحف الضخمة مثل التماسيح الامريكية ، وأن النمور التي تستوطن في فلوريدا قد تتعرض للانقراض.وربما يكون القادم أسوأ . فثمة دراسات يعود تاريخها إلى عام 2008 تشير إلى أن الثعابين يمكن أن تنتشر عبر مساحات شاسعة في جنوبالولاياتالمتحدة. وقد عثر بالفعل على عدد من هذه الثعابين في جزر كيز بولاية فلوريدا، وهي مجموعة جزر تقع قبالة ساحل البر الرئيسي. صحيح أنه من الأسهل اصطياد هذه الأفاعي على الجزر، حيث إن مساحتها محدودة مما يحول دون هروبها ، غير أنه سيكون من الأصعب وقف هجرة الثعابين باتجاه الشمال .يقول رودا: "ليس أمامنا أي خيارات متاحة (حاليا) لوقف انتشار الثعابين في قلب فلوريدا".