رسمت الولاياتالمتحدة الأميركية عبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، خارطة طريق تدعم بموجبها بصورة غير مباشرة، الجهود العربية لوقف المذابح في سورية، عبر تزويد المعارضة بوسائل مقاومة النظام. وكشف الباحث جيفري وايت الذي وضع الدراسة، أن الهدف من هذه المساعدات يستهدف وحدات الجيش السوري ويهدد عملياته ويخفض من معنوياته ويشل قدرة الدولة على التصدي للمتظاهرين السلميين. وبحسب وايت، فإن هذا الأسلوب يتضمن المقاومة المسلحة والمزودة بتجهيزات تعينها على لعب دور الند للقوات السورية، وعمليات تدمير المنشآت الحكومية ذات الصلة بالعمليات العسكرية والحرب السياسية والمقاومة المدنية.
------------------------------------------------------------------------ أصدر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ورقة تحليلية تدعو إدارة الرئيس باراك أوباما ودول الاتحاد الأوروبي لدعم الجهود العربية لوقف المذابح في سورية عن طريق تبني سياسة تتأسس على تكثيف تدخلها غير المباشر. وقالت الدراسة "إن هذا النمط من التدخل يحتاج لحملة منسقة معلنة أو غير معلنة لتزويد المعارضة بوسائل مقاومة النظام. فحيث إن الغرب يقول إن التدخل المباشر ليس ممكنا، فلا أقل من التدخل غير المباشر لمساعدة الشعب على حماية نفسه وتحرير بلاده من سلطة تقمع بوحشية وبلا تردد". وقال الباحث الذي وضع الدراسة، جيفري وايت إن الهدف من المساعدات غير المباشرة ينبغي أن يكون عبر "تعريض وحدات الجيش السوري لخطر متزايد على نحو يهدد عملياته ويخفض من معنوياته ويشل قدرة الدولة على التصدي للمتظاهرين السلميين. وسبق استخدام تكتيكات مشابهة لمساعدة الليبيين في إسقاط العقيد معمر القذافي، وخلال الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وخلال الحرب العالمية الثانية لمواجهة القوات النازية والمتعاملين معها". وتابع "هذا الأسلوب يتضمن المقاومة المسلحة والمزودة بتجهيزات تعينها على لعب دور الند للقوات السورية، وعمليات تدمير المنشآت الحكومية ذات الصلة بالعمليات العسكرية والحرب السياسية والمقاومة المدنية". وأضاف وايت أن "النظام يعتمد على ولاء أقلية معينة، وعلى طاعة قيادات الجيش، وعلى التسليح الثقيل لقوات القمع، وعلى البنية اللوجستية للجيش وأنظمة اتصالاته وقدرته على تنسيق هجمات كبيرة ضد المناطق التي تشهد تظاهرات ضد النظام". غير أن الباحث قال إن هناك في المقابل نقاط ضعف متعددة، منها أن أغلبية السكان تتطلع سرا أو جهرا للخلاص من النظام، وأن كثيرين من الجنود يشعرون بالسخط من توريط الجيش في مهام قتالية ضد الشعب، وأن مدى الثورة في الشارع يتسع باضطراد، وأن المعارضة الميدانية غير مركزة في قيادة واحدة يمكن تصفيتها بسهولة، أو خطوط الإمدادات للقوات السورية طويلة نسبية ومن ثم فإنها معرضة لعمليات تهدف إلى وقفها". وتابع وايت أن أسلوب التدخل غير المباشر ينبغي أن يعتمد على عدد من الأساليب، من بينها بناء قوات مقاتلة فعالة للمقاومة وتزويدها باحتياجات الاشتباك مع القوات النظامية في عمليات تؤثر على معنويات الجنود السوريين المتبرمين أصلا من مشاركتهم في قتل أبناء وطنهم. وأوصت الدراسة ببناء شبكة قادرة على القيام بعمليات من قبيل نسف خطوط الإمدادات للجيش السوري، وضرب المنشآت الحكومية ذات الصلة بالعمليات العسكرية، فضلا عن التشويش على اتصالات القوات النظامية والتشويش على أجهزة الإعلام، وشن حرب سياسية داخلية ضد النظام، ومساعدة المقاومة على بناء قيادة مدنية فعالة غير القيادة العسكرية.