ما أن أطلت فترة النجم الثاني من العقارب، والتي تعرف بالعقرب الثانية، حتى عادت النار "فاكهة الشتاء" مجدداً في محافظة وادي الدواسر بعد أن ظن قليلو الخبرة أن الصيف قد حل، وهو ما يقول علنه العامة "ضيع الخبل عباته"، في إشارة إلى أن من لا يعرف في علم النجوم يظن أن الشتاء قد رحل وبالتالي لم يعد هناك حاجة للملابس الثقيلة. ويحلو السمر لأبناء المحافظة على شبة النار، وقل أن تجد منزلاً لا يوجد به مكان لها حتى إن بعضهم جهز لها مكاناً فوق السطوح يتبادلون عليها أحاديثهم ويكرمون ضيفهم بعودهم الأزرق ويتلذذون بالكستناء والذرة والمجمر والشاي على جمرها. ويعرِّف المزارعون هذا الدفء الذي لا يستمر طويلاً ب "دفوة الحمل"، وهو استواء طلع النخيل وبالتالي احتياجها للقاح، ومن ثم تأتي هذا الفترة ومدتها 13 يوماً وفي السنة الكبيسة 14 يوماً، وترتبط بنجمين أحدهما خفي والآخر ظاهر ويسمى الأول "بلع" ويشبه "بأنه بلع قرينه الخفي" وأخذ ضوءه وهو آخر نجوم الشتاء وهو من النجوم اليمانية. وتقول العرب إذا طلع "بلع" اقتحم الربع ولحق أهله الهبع وظهر في الأرض لمع، ويقصدون باقتحام الربع ولد الإبل أول النتاج؛ حيث يولد في الربيع ويوسع الخطى عند المشي، فيما يقصد بلحق الهبع آخر النتاج من ولد الإبل، ومعنى ظهر في الأرض لمع أي لمعت الأرض بالعشب، ويصف البعض هذه الفترة التي تعرف بالوسم بعقرب الدم حيث البرد الخفيف، ويقول المزارعون "إذا طلع الحوت البرد يموت، وفي بلع تبتدئ أيام العجوز بعد مضي تسعة أيام من هذا النجم وهي سبعة أيام وتسمى "الحسوم" ودائماً يكون فيها البرد شديداً وتقوى فيه الرياح ويتكدر الجو".