بدأت خلال الأيام القليلة الماضية بوادر أزمة تلوح في الأفق بنقص بعض مقاسات حديد التسليح في السوق المحلية، وهو الأمر الذي يعني أن حديد التسليح من المتوقع أن يلحق بأزمة الأسمنت خلال الأيام المقبلة. وتأتي هذه البوادر وسط تأكيدات موزعين تحدثوا إلى "الوطن" أمس، وأشاروا إلى أن أول المقاسات التي ستشهد أزمة نقص معروض ستكون 12 ملم، وذلك خلال أسبوع واحد فقط من الآن. وأضافوا أن وضع السوق غير مطمئن وأنه لا بد من دعم الاستيراد بشكل أكبر، مشيرين إلى أن الأشهر الثلاث المقبلة ستشهد ذروة الطلب على حديد التسليح، باعتبارها الأشهر الأكثر نشاطا من حيث المشاريع الإنشائية في كل عام. وفي ذات السياق، عزا مصدر مطلع في أحد مصانع الحديد نقص بعض المقاسات خلال هذه الأيام إلى ارتفاع حجم الطلب، وعدم توفر كميات كافية من البلت، موضحا أن معظم المصانع المحلية تعتمد على البلت( المادة الرئيسية لصنع الحديد) المستورد من الخارج. وقال مدير شركة "عالم التطور العربي" لبيع وتوزيع واستيراد حديد التسليح علي الحارثي:"وضع سوق حديد التسليح هذه الأيام غير مطمئن. نأمل ألا تكون هناك أزمة، رغم أن المؤشرات تقول أن أول المقاسات التي تنذر بأزمة نقص معروض في السوق المحلية هو مقاس 12 ملم"، مضيفا "أتوقع أن تبدأ أزمة هذا المقاس خلال أسبوع واحد فقط من الآن". وأشار إلى أن حدوث أزمة نقص المعروض لا يعني ارتفاع الأسعار كما هو موجود في سوق الأسمنت، وقال:"أسعار الحديد مثبتة من قبل وزارة التجارة، لكن الأزمة تعني عدم توفر مقاسات رئيسية يعتمد عليها المقاولون في أعمالهم الإنشائية، وبخاصة أن مقاس 12 ملم يعتمد عليه المواطنون في بناء الوحدات السكنية بشكل كبير جدا". وأوضح الحارثي أن الأشهر الثلاث المقبلة تشهد عادةً في كل عام ذروة الطلب على حديد التسليح بسبب النشاط الكبير في الأعمال الإنشائية للمشاريع المنفذة في السوق المحلية. وحول الحلول الجذرية لمعالجعة موضوع نقص بعض مقاسات حديد التسليح، قال:"من الممكن أن تقدم وزارة التجارة تسهيلات أكبر في موضوع الاستيراد من الخارج، حتى يمكن سد الفجوة الموجودة في بعض مقاسات الحديد". وأضاف الحارثي:"طلبت من 3 مصانع خلال الأيام القليلة الماضية توفير حديد تسليح من مقاسات 12 ملم، إلا أن اثنين منهما اعتذرا بحجة عدم توفر البلت، فيما وافق المصنع الثالث على إمدادي بما نسبته 25 % من حجم الطلب الذي قدمته، وهو يعني أن 75 % من حجم الطلب لم تتم الموافقة عليه"، موضحا أن تراجع حجم المعروض من مقاس 12 ملم هذه الأيام لا يعني أنه المقاس الوحيد الذي ينذر بأزمة، قائلا:"إذا لم يتم تدارك الوضع، فإن هناك كثيراً من المقاسات من المتوقع أن تلحق سوق الحديد بأزمة الأسمنت". وفي سياق متصل، أكد عبد الله سليم، وهو موزع في سوق الحديد، أنه خلال اليومين الماضيين شهدت الرياض انخفاضا في حجم المعروض من مقاس 12 ملم، مبينا أن نقص المعروض مع عدم توفير المصانع للمزيد من الأطنان خلال الفترة المقبلة ينذر بنشوء أزمة. يذكر أن وزارة التجارة والصناعة لم تغير أسعار بيع حديد التسليح النهائية في السوق المحلية منذ 18 أغسطس 2010. وحسب تفاصيل الموقع تبلغ أسعار شركة "حديد" التابعة ل"سابك" 3150 ريالاً للطن (مقاس 8 ملم)، و3110 ريالات (مقاس 10 ملم)، و2930 ريالا (مقاس 12 ملم) و2910 ريالات (مقاس 14 ملم) و2900 ريال مقاس(16 و32 ملم). وجاءت أسعار الحديد المستورد الصيني التابع لشركة "المجموعة السعودية للمواد الإنشائية" أقل مما هي عليه أسعار الشركات المحلية بمقدار 100 ريال للطن الواحد، فيما كانت أسعار الحديد التركي والقطري أقل مما هي عليه أسعار الحديد المحلي بمقدار 50 ريالا للطن الواحد.