أعلن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمس عن إطلاق مشروع "مركز خالد الفيصل لإعداد القادة" في مدينة جدة، بهدف بناء واكتشاف وتطوير قيادات شابة قادرة على العطاء والإبداع في القطاعين العام والخاص على مستوى المملكة. وأكد الأمير خالد الفيصل عقب ترؤسه صباح أمس الاجتماع الخامس لمؤسسي المركز بمقر ديوان إمارة المنطقة بجدة أن إعلان إطلاق الأعمال التأسيسية للمركز جاء بعد دراسات مستفيضة، ولقاءات مكثفة نفذها المؤسسون منذ عام مضى، واتفق الجميع خلالها على البدء في تنفيذ المشروع الذي يهدف لبناء قيادات إدارية شابة قادرة على العطاء والإبداع في القطاعين العام والخاص على مستوى المملكة. وأوضح أن أعمال ودورات المركز ستساهم في دعم توجهات الدولة التطويرية في مختلف مجالات التنمية بقطاعيها العام والخاص، وأن هذا الدعم يسعى الجميع من خلاله لتحقيق طموحات خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز القاضية بإحداث نقلة تطويرية شاملة تسهم في دعم مسيرة التنمية الوطنية. الأداء والجودة وشدد أمير منطقة مكةالمكرمة على أن الهدف الرئيس لهذا الكيان التدريبي المتطور هو رفع مستوى الأداء والجودة في القيادة التي تحتاجها البلاد بمستويات مهنية عالية في مجالات الإدارة بالقطاعين العام والخاص. ولفت إلى أننا بحاجة ماسة لهذا المستوى المتطور والمهني من الإداريين في كافة القطاعات، وأن المركز لن تقتصر خدماته على منطقة مكةالمكرمة فقط، بل ستصل لكافة مناطق المملكة لإعداد وتطوير القادة الحاليين بمراكزهم، واكتشاف وصقل قادة مستقبليين يسهمون بشكل مباشر في دفع عجلة التنمية عبر قيادة الأعمال الإدارية والمهنية بمختلف القطاعات. وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن الاجتماع الذي عقدته اللجنة التأسيسية أمس، وتم الإعلان خلاله عن إطلاق المركز هو حصيلة اجتماعات سابقة، وعمل متواصل اتفق من خلاله المؤسسون على البدء في تنفيذ المركز لتتحول فكرة المشروع إلى واقع بدأت خطواته التنفيذية. وكشف عن أن المشروع تمت مناقشته مع عدد من المؤسسات التدريبية والتطويرية الاستشارية، واطلع خلالها المؤسسون على تجارب دول عالمية في كل من أوروبا وأمريكا وآسيا للاستفادة منها في بناء مركز عالمي سعودي يخدم القطاعين الحكومي والخاص، ويبحث عن القيادات الموهوبة ويطورها ويقدمها لسوق العمل. وأضاف أنه تم تشكيل لجنة مصغرة من المؤسسين لمتابعة استكمال الدراسات اللازمة للبدء فورا في المشروع، وأن عدد المؤسسين لهذا المركز تجاوز في الفترة الحالية 30 مؤسسا من أفراد ورجال أعمال ومؤسسات. تجارب عالمية من جانبه، أكد عضو اللجنة التأسيسية للمركز مدير عام مؤسسة سلطان الخيرية الدكتور ماجد القصبي ل "الوطن" أن المركز سيهتم بإعداد قياديي المستقبل، وأن الأمير سلطان بن عبد العزيز قدم دعما لإنشائه بقيمة 20 مليون ريال، انطلاقا من الحاجة الماسة للقادة المستقبليين في الوطن. وأشار إلى أن المعهد سوف يأتي بأحدث التجارب العالمية في مجالات تطوير واكتشاف القادة الإداريين في ظل وجود نخبة من المؤسسين المحنكين والإداريين، وأن لجنة تحضيرية تم الاتفاق عليها ستنفذ زيارات مرتقبة لعدة دول عالمية منها سنغافورة لاستعراض ما تم التوصل إليه من برامج تأسيسية سيتم تنفيذها قريبا للبدء في إنشاء المركز. وأوضح عضو اللجنة التأسيسية للمركز الرئيس الأسبق للغرفة التجارية بجدة صالح التركي أن أمير منطقة مكةالمكرمة يتطلع لأن تبدأ أعمال الدورات التطويرية للقادة بالمركز ابتداء من العام الدراسي المقبل، وأن المؤسسين تكفلوا بالمبالغ الكفيلة بالتأسيس والبدء في الإنشاء. وحول الدراسات والاستشارات التي تبنتها اللجنة التأسيسية لإطلاق هذا المشروع التطويري الوطني، اعتبر عضو اللجنة التأسيسية إبراهيم أفندي أن حماس المؤسسين لفكرة الأمير خالد الفيصل هو النقطة التي بدأ من خلالها العمل، ومن إيمانهم بحاجة البلاد لقيادات إدارية ناجحة ينطلق من خلالها العمل التنموي الشامل. وأكد أن اللجنة التأسيسية بحثت عن أفضل الشركاء من بين 42 مركزا عالميا متخصصا، وتم التوصل إلى أن منظومة حكومية أنشئت في سنغافورة، وساهمت في رقيها هي الجهة التي يمكن الاستفادة من خبراتها في هذا المجال، وتم التوصل معها إلى استعراض الدراسة التي قدمها المؤسسون، كونها هيئة حكومية لديها تفويض بنقل الخبرة السنغافورية لكافة المجتمعات العالمية. وقال "خلصنا إلى دراسة عرضت في الاجتماع على الأمير خالد الفيصل، وسيعقد لها اجتماعا ثانيا الأسبوع المقبل يتم من خلاله دعوة بقية المؤسسين من أجل الخروج بالنسخة الجديدة والنهائية تمهيدا لعقد ورشة عمل بحضور المنظمة السنغافورية للبدء في تنفيذ المشروع".