اتفق الطفل أيمن عزيز مع والده على اقتسام الملايين بعد عشر سنوات عندما تقدم الأندية على شرائه نظير دعمه ومساندته له، فيما يرى والده أن أنجح الاستثمارات بعيدة المدى هي الرياضة وخاصة كرة القدم. يقول عزيز السهلي إن ابنه لديه الموهبة الكروية منذ الصغر، ولديه الأمل الكبير في تحسن الوضع المعيشي للأسرة في المستقبل، مشيراً إلى أنه سجل ابنه في أكاديمية نادٍ رياضي، حتى يتعلم فنون اللعبة على أيدي مدربين مختصين، ويتقنها في الكبر. وهكذا لم يقتصر التخطيط للمستقبل والانضمام لقائمة الأثرياء وعالم رجال الأعمال على التجار والموظفين، بل إن أطفالاً لم يتجاوز بعضهم سن العاشرة بدؤوا يفكرون في المستقبل، وكيفية الوصول إلى الثراء وبدأت أسرهم تخطط لاستغلال مواهبهم الرياضية. يقول هشام سحلة (لاعب كرة سابق بنادي ضباء) إن مزاولة كرة القدم أصبحت استثمارا تجاريا بعيد المدى لمن يكون لديه أبناء يمتلكون الموهبة، مشيرا إلى أنه سجل ابنه أحمد بالنادي لينمي موهبته، خاصة وأنه يتوقع له مستقبلا كبيرا في كرة القدم. وقال الطفل أحمد إنه يعشق كرة القدم، ويستغل أوقات الفراغ في اللعب بفناء المنزل، وكذلك إحدى الغرف التي خصصها والده له، مضيفا أنه يخطط لأن يكون لاعبا مشهورا في المستقبل تتنافس الأندية على ضمه، مشيرا إلى أنه سيتقاسم الملايين مع أسرته. أما فيصل الجهني فلديه ابن لم يتجاوز العاشرة يعرف جميع اللاعبين المشهورين على مستوى العالم، وينطق بالأسماء صحيحة وحتى مراكزهم، كما أنه يتابع كل القنوات الرياضية، يقول "اتفقت مع ابني على أن يحافظ على الصلوات في مواعيدها، وحل الواجبات المدرسية يوميا، مقابل تسهيل اشتراكه في جميع القنوات الرياضية المشفرة ليستمتع بمعشوقته وقت الفراغ. وقال الجهني ضاحكا "وعدني ابني بشراء سيارة ومنزل لي بعد 12 عاما، وبعدما يكبر ويلتحق بنادٍ كبير. إلى ذلك قال مدرب الأكاديمية بنادي الأنصار بالمدينة بيومي نور إن "الرياضة تطورت، ولم يعد فقط الهدف من ممارستها الحصول على اللياقة، ولكن أصبحت مصدر رزق كبير لمن يملك الموهبة، وقد أصبح المجتمع السعودي أكثر حرصا على تنمية مواهب الأبناء، والكثير من الأسر تخطط لتنمية قدرات أبنائها، ليصلوا مرحلة الاحتراف، ويصبحوا نجوما تتسابق الأندية عليهم. وأضاف أن بعض الآباء يؤكد أن الرياضة استثمار جيد للمستقبل، خاصة لمن يمتلك الموهبة، حتى أن بعضهم يحلم ويضع خطة لابنه لعشر سنوات مقبلة. وبين بيومي أن لديه أكثر من 150 طفلا يتوسم فيهم الخير والنجاح، وسوف تكون من بينهم أسماء لامعة بالكرة السعودية، وقال "كنت أردد في السابق أن الحارة تصنع اللاعب، ولكن هذه المقولة لم تعد تجدي مع تطور فنون الكرة، وخطط المدربين، ووجود الأكاديميات التي تعلّم البراعم، وتربط بين الكرة والمستقبل من حيث التحصيل الدراسي. وأضاف أنه يحرص خلال التدريب على الربط بين تعاليم الدين الإسلامي، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها، والبعد عن التدخين، وكل ما هو ضار بالصحة، ليصبح الجيل المقبل في المستقبل جيلا محترفا يدخل الأندية الكبيرة، ويتصدر منصات التتويج. وقال بيومي "أدرب الأطفال على كل ما هو جديد في خطط كرة القدم الحديثة، وفنون اللعبة، وكذلك آداب اللعب، ومنها عدم مناقشة الحكام، وكيف يجبر اللاعب الآخرين على متابعته من حيث الأداء والأخلاق، كما أدربهم على التعامل مع الإعلام والوقوف أمام الكاميرا، وطريقة التحدث"، مشير إلى أن الأكاديمية تستغل المباريات الجماهيرية وتدفع بالبراعم بين شوطي المباراة لتقديم تمرين ساخن أمام تلك الجماهير لتعويدهم منذ الصغر على الصخب الجماهيري.