في منطقة جازان بدأت تجربة توظيف الفتيات السعوديات، خارج نطاق محلات المستلزمات النسائية، بالنمو على الرغم من التحديات المختلفة التي تعيق تطورها. "الوطن" زارت أحد المراكز التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية بمدينة صامطة والتقت عددا من الفتيات السعوديات اللاتي خضن غمار العمل كبائعات (كاشير) ومسؤولات أقسام في تجربة وصفها صاحب المركز التجاري محمد الطالبي بالمغامرة الناجحة التي فتحت عليه أبواب الخير، مؤكدا على أهمية توظيف الفتيات بإتاحة الفرصة لهن للعمل وفق الضوابط الشرعية التي تراعي حاجة العديد من الأسر لمصدر دخل ثابت يؤمن لأفرادها الحياة الكريمة. وقال الطالبي "لا أعتقد أن أحدا سيزايد على خلق ومثابرة والتزام الفتاة السعودية بعملها فمنذ أول شهر باشرن فيه العمل كانت النتائج تفوق كل التوقعات، مضيفا "لا أنكر أني قد واجهت الكثير من العقبات، ولكن واجبي الوطني يحتم عليّ التضحية لصالح وخدمة مجتمعي باستثمار طاقاته المهدرة من الجنسين فقررت تحمل تلك العقبات وتجاوزت الكثير منها"، مشيرا إلى زيادة إيرادات جميع مراكزي التجارية بعد توظيفهن، فيما وجه الطالبي حديثه للمعترضين على توظيف الفتيات بقوله "من لديه اعتراض فليدفع نصف رواتبهن وسأتحمل أنا النصف الآخر". ووصف الطالبي بداية المشروع بالمغامرة حين بدأ بتوظيف 6 فتيات ثلاث منهن يعملن محاسبات كاشير والأخريات يشرفن على أقسام الحلويات والمكسرات والأواني المنزلية داخل صالة المركز الرئيسة، ليصل عددهن حاليا إلى 16 فتاة بتوظيف 10 فتيات في قسم التغليف. وعن تعاون الجهات الحكومية المعنية في دعم هذه التجربة أشار الطالبي إلى أن فرع وزارة العمل بمنطقة جازان بذل جهدا مميزا في المساندة والدعم وقدم خططا تنظيمية كان لها أكبر الأثر في إنجاح مشروع التوظيف. وطالب صندوق الموارد البشرية بتقديم الدعم للكادر النسائي كحق من حقوقهن دعما وتشجيعا لهن. ليلى فقيهي التي تعمل محاسبة تحدثت عن تجربتها بالقول "عملنا ليس لوجود فراغ في الوقت ولكن لوجود أسر بحاجة لما نتقاضاه من أجر، ولولا توفيق الله ثم وقوف صاحب المركز إلى جانبنا لما تمكنا من تحقيق أهم مكسبين هما ثقتنا بأنفسنا، ومقدرتنا على تجاوز ظروف أسرنا المادية الصعبة من أجل توفير الحياة الكريمة والمستقرة لها بما نتقاضاه من رواتب". وأضافت "إننا نلحظ من معظم أفراد المجتمع تقديرا كبيرا لنا ويدركون أننا بحاجة للمساندة لمواجهة الحياة وظروفها المختلفة من خلال عملنا الذي نمارسه بإخلاص وإحساس بالمسؤولية تجاه وطننا الذي نكن له الحب والولاء وتجاه صاحب المركز التجاري وأسرنا لا سند لها بعد الله سوانا. وعن ساعات العمل قالت نورة المدخلي "نعمل لفترة واحدة تمتد من الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة والنصف عصرا، نتفرغ بعدها لأسرنا والحياة العائلية. فيما أوضحت بسمة جعفري أن صاحب المركز منحهن عددا من المميزات الوظيفية منها التأمين الصحي وسجلهن في نظام التأمينات الاجتماعية، مبينة أن العمل في الفترة الصباحية مكنهن من الوفاء بمتطلبات أسرهن في الفترة المسائية. يذكر أن راتب كل موظفة يصل إلى 3600 ريال.