بدأت 15 فتاة سعودية العمل «كاشيرات» في أحد المجمعات التجارية في مدينة الخبر، بعد أشهر من تجميد توظيفهن. وكانت وزارة العمل أوقفت عمل الكاشيرات إلى حين صدور ضوابط تنظيمية لعملهن. وعلمت «الحياة» من مصدر في مجمع «كارفور»، أن مكتب العمل في المنطقة الشرقية أبلغهم في اتصال هاتفي، بإمكان بدء عمل الفتيات في مهنة «الكاشيرات» اعتباراً من مطلع شهر رجب الجاري. فيما فضل مدير مكتب العمل أحمد العبيد، الرد على سؤال ل«الحياة» حول الأمر ذاته بالقول: «لا تعليق على مسألة الكاشيرات». ومع بدء تفعيل قرار تشغيلهن، قالت فتيات ل«الحياة»: «بدأنا العمل منذ صباح يوم السبت، بعد أن كنا خضعنا لفترة تدريب قبل نحو ثمانية أشهر استمرت شهراً، وكان مقرراً ان نبدأ عملنا حينها، إلا أنه تم تجميد القرار وتأجيله». وأشرن إلى أن أسرهن «رفضت عملنا بعد صدور فتوى توظيف الكاشيرات. وكاد الأمر يطوى نهائياً، لكننا بقينا على أمل التوظيف، حتى جاء الفرج قبل أيام، كما وافقت أسرنا على عملنا، بعد أن اقتنعت بطبيعة عملنا، وبعد هدوء العاصفة التي أثيرت حوله، خصوصاً بعد القرارات التنظيمية التي أصدرتها وزارة العمل». بدوره، قال أحد العاملين في أسواق «كارفور»: «تلقينا موافقة وزارة العمل على عمل الفتيات كاشيرات، ولم نواجه أي مشكلات مع جهة رسمية»، مشيراً إلى الضوابط التي تم وضعها «لتنظيم طبيعة العمل، إذ لا نسمح بحدوث اختلاط، فالعائلات هي التي تتعامل مع الكاشيرة. أما العزاب فيحاسبون عند الموظفين الرجال. كما أن هناك مشرفين ومشرفات يتولون متابعة نشاط الفتيات وتنظيم العمل وفق ضوابط مدروسة». بيد أن ذلك لم يحل دون نظرات «استهجان» تلقتها «الكاشيرات» من بعض المتسوقين خلال اليومين الماضيين. ورأت المهتمة بحقوق المرأة الأكاديمية نورة الشهري، أن «بدء عمل الفتيات «كاشيرات» في المنطقة الشرقية بعد نحو 9 شهور من إيقافه، يحقق جملة من الأهداف الرامية إلى تعزيز صورة المرأة، وإمكان عملها في شتى المجالات، مع الحفاظ على خصوصيتها». وأضافت الشهري ان «هذا القرار جاء مصادفة مع قرار بدء تأنيث محال بيع المستلزمات النسائية، وبدء إلزام بعض الإدارات بافتتاح أقسام نسائية لها، وتدعيم عمل المرأة بصوره كافة، والقضاء على البطالة النسائية، التي تشهد نمواً مطرداً، ومؤشراتها ترتفع عاماً بعد آخر، خصوصاً بين صفوف الجامعيات. وكل ذلك يصب في مجرى واحد هو دعم المرأة، وإشراكها في عملية التنمية المجتمعية، وفتح الآفاق أمامها، خصوصاً أنها في عصر يتسم بالطفرة النسوية، وهذه فرص، والفرص لا تتكرر. ولا بد من استغلالها بشكل سليم يتناسب مع الأطر المتاحة، من دون الخروج عليها».