من المرتقب أن تشهد المنطقة الشرقية خلال الأشهر المقبلة توسعا في توظيف الفتيات «كاشيرات» بغرض توفير فرص عمل لهن بدلا من العمالة الوافدة، وأكدت عضو مجلس غرفة التجارة والصناعة بالشرقية سميرة الصويغ دعم الغرفة لعمل الكاشيرات في المنطقة، أسوة بالمناطق السعودية التي تم تطبيق التجربة فيها، مع مراعاة ظروف كل منطقة وعدم تجاهل الخلفية الدينية والاجتماعية القوية داخل المجتمع السعودي، مشيرة إلى طموحها في توفير وظائف مناسبة للفتاة والمرأة بالمنطقة، شريطة أن تكون في أطر نظامية واضحة، وتتم تأديتها في بيئة عمل مناسبة. وكشفت عن عقد اجتماعات حاليا داخل الغرفة لدراسة مقترح بإلغاء لجنة سيدات أعمال وتحويلها إلى مجلس تنفيذي يسير على أهداف اللجنة المقترح إلغاؤها «إلا أن صلاحيات المجلس المقترح ستكون أكبر، لخدمة سيدات الأعمال في كل المجالات وتفعيل دورهن الاقتصادي بالمنطقة، ونحن حاليا في مرحلة انتقالية، ويتم العمل على وضع الاستراتيجية الخاصة بالمقترح الجديد بعد أن أعاقت الإجازات وضع الخطوط الأولى للمجلس». وحول إمكانية التوسع في تجربة الكاشيرات بالشرقية بعد مبادرة تطبيقها جزئيا بجدة، أكدت الصويغ عدم عقد مقارنات بين المناطق في هذا الصدد لاختلاف الظروف «نختلف نحن في المنطقة الشرقية عن جدة في أمور كثيرة، منها ما هو ثقافي وتاريخي واجتماعي، ووضع المقارنات غير منطقي، بيد أن نشر الوعي والعمل على تعديل قوانين معينة وتفعيلها ورفع توصيات للوزارة ومتابعتها هو ما نعمل عليه الآن». ويأتي تحرك سيدات الشرقية لفتح المجال أمام النساء للعمل كاشيرات، منسجما مع تصريحات نائب وزير العمل الدكتور عبدالواحد الحميد، التي أكد فيها استمرار الوزارة في إصدار التصاريح لكل من يرغب في توظيف «كاشيرة». وأكد استمرارية التجربة في جدة والمنطقة الشرقية عبر مراكز تسوق مشهورة، مناشدا المجتمع بالصبر عليها لإثبات نجاحها بهدوء بعيدا عن الجدل والإثارة لأن في ذلك تأثيرا بشكل سلبي على كل الفرص المحدودة للمرأة. ورأى أن فتح المجال لتوظيف النساء يساعد الوزارة في تنفيذ استراتيجيتها لتقليص البطالة وتوفير فرص عمل مناسبة للمرأة وفق الضوابط الشرعية، وأشار إلى أن القرار 120 أعطى وزارة العمل صلاحية البحث والتوسع في خلق فرص عمل للمرأة، وأوضح أن الشركات التي تمتلك مراكز تسوق لديها إمكانيات كبيرة لتوظيف كاشيرات، خاصة أن نسبة المتسوقين من السيدات والعائلات كبيرة، وتم تصميم غرف زجاجية معزولة لعمل الكاشيرة بمراكز التسوق. وإلى ذلك تشير معلومات من وزارة العمل إلى عدم وجود قرار رسمي تحت اسم توظيف المرأة بوظيفة «كاشيرة» إنما قرار لتوظيف المرأة بشكل عام، وفق ضوابط خاصة لتوظيف المرأة يجب توافرها في مقر العمل، فيما بدأت المراكز التجارية بجدة التوسع في توظيف الفتيات «كاشيرات» بعد نجاح التجربة في متجر «بندة»، وتنوعت تلك الوظائف ما بين كاشيرات ومساعدات للكاشيرات ومراقبات للأمن داخل المركز، حيث كانت «بندة» أول من بادر بتوظيف الفتيات بأحد مراكزها التجارية، وشاب التجربة بعض الإشكالات وجدل كبير في البداية لدرجة دفعت الشركة إلى التراجع عدة أيام، لكن سرعان ما أعادت الفتيات إلى عملهن. وتتراوح رواتب الكاشيرات ما بين «2750 إلى 3300 ريال» حسب مؤهل الفتاة وخبراتها العملية، وطبيعة العمل، ويعملن في الفترة الصباحية تقديرا لظروفهن وارتباطاتهن الأسرية، وسبق التحاقهن بالعمل تلقي دروس نظرية عن كيفية تجهيز نقاط البيع ومهارات محاسبة المبيعات عند استخدام بطاقات الائتمان. يشار إلى أن الشرقية شهدت أخيرا قيام صاحب أحد المطاعم بتوظيف تسع فتيات في وظائف مختلفة بالمطعم، طبقا لقرار مجلس الوزراء رقم «187» في 17/ 7/ 1426ه، والقرار الوزاري رقم «1793/1» في 22/ 5/ 1426ه، والقرار 120، وتعمل الفتيات بالمطعم بعيدا عن الرجال، وتتم جميع مراحل عملهن عبر خطوات إلكترونية، ويقتصر على إدخال المعلومات للحاسب الآلي، حيث تأتي الطلبات إليهن من خلال فتحة خاصة ويدخلن بيانات الطلب للحاسب الآلي، ثم يرسل بعد ذلك للمطبخ عبر جهاز إلكتروني يطبع الفاتورة فينفذ الطلب. ووجد قرار توظيف الفتيات أصداء طيبة من المواطنين والمواطنات، لمساهمته في القضاء على البطالة النسائية .