تستعد أسواق ومراكز ومجمعات تجارية، إلى خوض غمار تجربة توظيف فتيات سعوديات للعمل في وظيفة «محاسبات» (كاشيرات)، في ثاني تجربة من نوعها، بعد مدينة جدة. وعلمت «الحياة»، ان مكتب العمل في المنطقة الشرقية، تلقى خلال الأيام الماضية، طلبات توظيف فتيات من مراكز تجارية. فيما أعلنت فتيات عن رغبتهن في العمل في هذه الوظيفة. وكان لافتاً ان من بينهن جامعيات. وقال المشرف على الشؤون الإدارية في أحد مراكز البيع نايف الدويش، ل»الحياة»: «تقدمنا إلى مكتب العمل، للحصول على الموافقة بتوظيف 10 فتيات مبدئياً، بعد استيفاء الشروط المطلوبة. فيما تعتزم مراكز تجارية أخرى تطبيق التجربة»، مضيفاً «في غضون أيام، ستبدأ فتيات بالعمل لدى مراكز تجارية شهيرة. فيما اعتبرت مديرة مركز سيدات الأعمال بالإنابة في المنطقة الشرقية حنان الوابل، توظيف الفتيات في مهنة «كاشيرات»، «دعماً للمرأة، عبر وظيفة تتلاءم مع طبيعة المرأة، وتكون متوافقة مع ضوابط المجتمع، وتقضي على عدد من المشكلات التي نواجهها»، مبينة ان تهيئة فرص وظيفية جديدة «يفتح آفاقاً عدة للفتيات». واستشهدت بآخر إحصاء أصدره مركز سيدات الأعمال، الذي «أوضح أن ستة آلاف فتاة في المنطقة يبحثن عن وظائف، وهناك أعداد كبيرة لم يتقدمن، ولكنهن يتمنين الحصول على وظائف»، موضحة أن «تثبيت حقوق الفتيات في وظيفة كاشيرات، وغيرها، يتم بالتنسيق مع صندوق تنمية الموارد البشرية، ومكتب العمل، للحفاظ على حقوقهن، لناحية الرواتب والتدريب والإجازات. وهي مسائل لا بد من توعية الفتيات بها، لضمان حقوقهن كافة». وأشارت فتيات إلى أنهن تقدمن لوظائف «كاشيرات»، فيما أخريات يرغبن التقدم لها، بعد «نجاح» التجربة في مدينة جدة، و»تقبل المجتمع» لها. وقالت نوف محمد: «بعد أن يتقبل مجتمعنا الأمر، ويصبح معتاداً، نكون قد تخطينا مرحلة جيدة في هذا المشوار. وتسبقها مرحلة إقناع أولياء الأمور، للحصول على موافقتهم». وذكرت نوف، أنها تستعد لخوض التجربة بسبب «قلة الوظائف، وعدم إيجاد حلول جذرية لمشكلة بطالة الفتيات، فعلى رغم محاولة عدد من الجهات معالجة المشكلة، إلا ان جهودها تبدو متعثرة»، مستشهدة بمؤشر البطالة الذي «يشهد ارتفاعاً سنوياً، بين صفوف المتعلمات الجامعيات». ودعت إلى «تخفيف القيود الاجتماعية التي تحول دون توظيف الفتيات وتفاقم مشكلة البطالة، وذلك من خلال فتح باب التوظيف في عدد من المهن، التي تحافظ على خصوصية المرأة، وتساهم في دفع التنمية البشرية إلى الأمام». ووصفت نورة، التي تسعى للحصول على وظيفة «كاشيرة»، وظيفتها الحالية ب»المُخجلة». وتقول: «أعمل حالياً، مشرفة على دورات مياه في مجمع تجاري، الذي قرر افتتاح مكتب إداري داخل دورات المياه. وأتقاضى راتب 1500 ريال»، متسائلة: «أيهما أفضل؛ أن أعمل «كاشيرة» في مركز بيع، براتب قد يتجاوز ثلاثة آلاف ريال، أم مشرفة على دورة مياه؟»، معتبرة أن التوظيف «أصبح مسألة تؤرق المجتمع الأنثوي، ويفترض أن تتاح لنا الوظائف كافة، طالما تحافظ فيها المرأة على الثوابت العامة، خصوصاً انه لا يوجد بحسب قرار مجلس الوزراء، ما يمنع عمل المرأة. وعلى وزارة العمل ان تذلل الصعاب التي تواجه توظيف الفتيات، وتساعدهن على نيل حقوقهن، للحد من مستويات البطالة النسائية المرتفعة». يُشار إلى أن مدن ترفيه عدة في المنطقة الشرقية، طبقت منذ عامين، قراراً ذاتياً، بتأنيث بيع تذاكر الألعاب، عبر توظيف مجموعة من الفتيات، وحققت هذه التجربة نجاحاً لافتاً، ما شجع مدناً أخرى على انتهاج الخطوة ذاتها.