شهدت الأوضاع في سورية أمس تطورات أبرزها ما كشفه باحث إسرائيلي بمنتدى في موسكو، أن مئات السوريين لجؤوا إلى إسرائيل. وقال: "أوضح رؤساء أجهزة مخابراتنا أن غالبية من يهربون إلينا علويون". ميدانيا سجل المناهضون لنظام الأسد أكبر حشد قدّر بالآلاف، في المزة وسط دمشق متغلبين على الخوف، إذ منذ اندلاع الأحداث قبل نحو 10 أشهر لم يجتمع حشد بهذا القدر في عقر دار النظام وأجهزته الأمنية. وخرج الآلاف لتشييع متظاهرين قضوا برصاص الأمن الذي أطلق النار أمس على المشيعين، مما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وكشفت محطة "إن بي سي" عن تحليق عدد كبير من الطائرات الأميركية من دون طيار فوق سورية لمتابعة هجمات قوات النظام على المعارضين، موضحة أن الطائرات لا تشكل تحضيراً لتدخل عسكري. في غضون ذلك، وصلت سفينتان حربيتان إيرانيتان إلى ميناء طرطوس السوري، وأعلنت إسرائيل أنها تراقبهما. ومن المقرر أن تعقد لجنة حقوق الإنسان العربية اجتماعاً الثلاثاء المقبل في القاهرة لمناقشة تقرير يتضمن انتهاكات صارخة ارتكبها النظام، وفق ما قال ل "الوطن" نائب رئيس اللجنة الدكتور هادي اليامي. ------------------------------------------------------------------------ حمل منتدى الحوار الدولي "فالداي" مفاجآت من العيار الثقيل خلال اليوم الأول من أعماله في سوتشي بروسيا. وزعم الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي نسفي ماجين "هروب المئات من السوريين طلبا للجوء في إسرائيل بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في بلدهم". وقال "أوضح رؤساء أجهزة مخابراتنا أن غالبية من يهربون إلينا هم من العلويين". وحذر ماجين خلال كلمة في المنتدى من تدهور الأوضاع في سورية الأمر الذي يضع إسرائيل في خطر خوفاً من وقوع المخزون الكبير من الأسلحة الكيمياوية في يد "متطرفين" إذا ما إستمرت حالة الفوضى في سورية. وبين أن زوال سلطة نظام بشار الأسد والدخول في نزاع مسلح هو أحد السيناريوهات الجيوسياسية والتحديات التي تنظر لها إسرائيل بجدية وتستعد لمواجهتها. ومن جهته يرى اللواء السابق في الجيش الإسرائيلي شلوم بروم أن الأوضاع في سورية "تتجه بسرعة نحو الحرب الأهلية مع فشل الحكومة في السيطرة على الوضع المتأزم في بلادها". وقال إن على المجتمع الضغط على جميع الأطراف لإيجاد حل سريع للأزمة. وقال "من الواضح أن الأسد يجب أن يرحل". واعتبر الأستاذ في قسم الاستشراق بجامعة موسكو نيكولاي سوركوف، أنه يجب على الغرب وروسيا ودمشق أن تستخلص العبر مما حصل في ليبيا لعدم تكرار ما حصل هناك، مؤكداً خلال مداخلته التي شارك فيها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف أن "إعطاء الضمانات للعلويين والأسد هي قضايا أساسية وهامة لضمان الخروج من الأزمة". وبين أنه لا يوجد من بين المعارضة من يلعب دور الشريك مع موسكو ويمكن الاعتماد عليه. من جانبه أشار مدير مركز بروكنجز في الدوحة سلمان الشيخ إلى أن الأسد لا يزال أمامه فرصة قبل أن يقول كلمة الرئيس التونسي المخلوع بن علي حين قال "أخيراً فهمتكم"، لكن بعد فوات الأوان، معتبراً الإشكالية الرئيسية التي ساهمت في تفاقم الأوضاع تحول الجيش النظامي من حماية الشعب إلى حماية النظام الحاكم في سورية، على عكس الحالة المصرية والتونسية التي دافع فيها الجيش عن الشعب والثورة. وبين الشيخ أن دخول الجيش النظامي كأحد أطراف النزاع قد يشير في النهاية إلى احتمال كبير لنشوب حرب أهلية، موضحاً أن الدراسات تشير إلى أن القوات التي نشرها الأسد أصبحت منهكة مما تسبب في مزيد من الانشقاقات. وطالب القيادة العامة للجيش السوري بإرغام الأسد على الخروج من القيادة السياسية للدولة، وهو ما رفضه مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية البروفسور فيتالي نعومكن، الذي بين أن كثيرين يرفضون فكرة إسقاط الأسد. وقال "علينا أن نتفق نحن والوطن العربي بعيداً عن الدعوات الهستيرية لمقاطعة المنتجات وغيرها من الادعاءات غير المجدية. يجب أن نعمل معاً للبحث عن حلول تجعل جميع الأطراف تكسب".