كشف مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية في لندن الدكتور علي رضا نور زاده عن معلومات حول الاتفاقية الأمنية التي وقعتها إيران مع السعودية في عهد الرئيس السابق محمد رضا خاتمي، والتي جاءت بحسب زاده رداً على موقف السعودية، التي رفضت تسليم الوثائق المتوفرة لديها حول تورط الحرس الثوري، وفيلق القدس في تفجيرات الخبر. وكان زاده الذي قدم نفسه في ندوة ضمن مهرجان الجنادرية خصصت للعلاقات العربية الإيرانية كمعارض لولاية الفقيه في إيران، لا معارض لوطنه، قال إن "إيران في حال تعرضها لضربة إسرائيلية، فإنها للأسف، ستضرب الدول المجاورة لها.. لا إسرائيل". وتباينت آراء المثقفين والمختصين السياسيين حول الموقف من إيران، واعتبر مدير الندوة أستاذ العلوم السياسية الدكتور أسعد الشملان اختيار محور النقاش سباحة عكس التيار، في وقت تسود فيه العلاقة بين العرب وإيران مصطلحات تغلب عليها مفاهيم الصراع والتصدي. وقالت أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتورة ابتسام الكتبي: إن العلاقة العربية الإيرانية تشهد مرحلة من التوتر غير المسبوق، غير أن ذلك لا يلغي وجود الاستعداد المتبادل بين الجانبين للتعاون بالرغم من المنغصات التي تعيق ذلك. وأشارت كتبي إلى أن الاعتبارات الجغرافية أحد المحددات المهمة في تأصيل أي تقارب إيراني خليجي، موضحة أن المدخل الاقتصادي هو أحد أهم مداخل التعاون، وآثاره لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تمتد إلى مكاسب سياسية. وقللت من تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، وقالت إن إيران هي أيضاً دولة نفطية، وستتضرر بدورها من ذلك. مداخلة كتبي جوبهت بنقد من مشاركين في الندوة اعتبروها محاولة لعكس واقع وردي في العلاقة بين طهران ودول الخليج، مخالفة بذلك الوقائع التي تشير إلى وجود توتر وأزمات. أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، الدكتور محمد المسفر طرح تساؤلا مفاده: "هل يمكن اعتبار إيران دولة عدوة أم صديقة تشاركنا عداوة إسرائيل والهيمنة الأميركية على العالم؟" قبل أن يمضي قائلا إن "البرنامج النووي لإيران يشكل أبرز نقاط الاختلاف بين الدول، في وقت أظهر فيه العديد من استطلاعات الرأي العربي، أن المواطنين في الدول العربية لا يعتقدون أن إيران تشكل تهديدا للأمن الإقليمي، في حين هناك شبه إجماع على أن إسرائيل هي العدو الأول". رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية في القاهرة الدكتور مصطفى اللباد اعتبر أن الصف العربي غير محصن، وهو ما ترك المجال أمام القوى الإقليمية، لاستغلال ذلك، ومثال ذلك إيران وروسيا، وانتقد اللباد عدم وجود سياسات موحدة لدى العرب، في كيفية التعامل مع إيران. وقال اللباد "لا مفر من الحوار العربي الإيراني، والوقت الحالي هو الأنسب لبدء الحوار مع إيران، لكونها تتعرض لضغوط اقتصادية هي الأقسى منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران، إضافة إلى عوامل أخرى تتضمن أزمة النظام السوري، والتنافس التركي الإيراني، ولفت إلى أن التراجع في الموقف العربي، ساهم في تغلغل إيران في سياسات المنطقة. إلى ذلك، أكد زاده أن السعودية رفضت تسليم موفد ال "إف بي آي" الذي قدم للسعودية، الوثائق التي تدين فيلق القدس في إيران. وقال زاده إن النظام الإيراني الذي كان محاصراً، إبان الحرب العراقية الإيرانية، كان يعتبر كل من مد يد العون للنظام العراقي عدوا، والدعاية الإيرانية كانت قائمة على تصوير جميع العرب كأعداء، مقابل تسمية الإذاعة العراقية للإيرانيين بالفرس المجوس. وقال إن الرئيس رفسنجاني الذي أتى بعد الخميني، كان لديه مشروع لإعادة إعمار إيران، وكان يعتقد بحاجة إيران إلى الأمن والاستقرار، وأبدت دول عربية، على رأسها السعودية، استعدادها للمساعدة، إلا أن الحرس الثوري، بأفكاره المتطرفة، نسف مشروع رفسنجاني، للانفتاح تجاه الدول العربية، بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص.