يخوض لاعب الفريق الكروي بنادي الاتفاق، الدولي عبدالله الحافظ تجربة احترافية في نادي يونياو ليريا البرتغالي، في خطوة يعتز بها الوسط الرياضي في المملكة، تمهيداً لتوالي انتقال عدد أكبر من اللاعبين المحليين إلى الخارج، إسهاماً في انعكاس ذلك على تطور الكرة السعودية. ووصف الحافظ في حديثه ل"الوطن" تجربته بأنها صعبة من حيث الشعور بالغربة والبعد عن الأهل والوطن في هذه السن الصغيرة، ولكنها غنية بقوة التدريبات وسرعة رتمها، خصوصاً أنه يجد اهتماماً كبيراً بالبنية الجسمانية ونوعية الغذاء، وبشكل مختلف عما يجده محلياً. ويحرص الحافظ على النجاح في التجربة التي تمتد لعامين، حتى يتمكن من الانضمام للمنتخب السعودي، مؤكداً عدم وجود خلاف بينه وبين إدارة ناديه الاتفاق كما أشيع. ويروي الحافظ كثيراً من التفاصيل عن كيفية قضاء أيامه في البرتغال ونزهاته ومعاناته مع الأكل، في سياق الحوار التالي: كيف تصف تجربتك الاحترافية الأولى في البرتغال؟ الحمد لله كل الأمور جيدة، وأنتظر وصول بطاقتي الدولية ليتم تسجيلي وأتمكن من اللعب رسمياً وأتدرب حالياً مع الفريق وأشارك معه في المباريات الودية، وأنا في أتم جاهزيتي للعب. كيف تمت خطوتك الاحترافية؟ تمت عن طريق وكيل أعمالي الذي أحضر لي العرض إلى الدمام بعد أن شاهدني في مباريات كأس العالم للشباب في كولومبيا. كيف هي طبيعة التدريبات هناك؟ تجري بشكل يومي، أحياناً على فترة واحدة وأحياناً على فترتين. وبالنسبة للمباريات الرسمية فهي تقام كل يوم أحد ومن لم يلعب في المباراة الرسمية، يشارك في المباراة الودية التي تقام الجمعة، ويكون لدينا مباراة رسمية ومباراة ودية في الأسبوع. هل تعرفت على لاعبين عرب، وهل تأقلمت مع الأجواء الأوروبية؟ عرفت أن هناك لاعبين من المغرب لكنني لم ألتق بهم بعد. وبالنسبة للتأقلم، فالأمر طبيعي ولكن الصعوبة أجدها في الأكل ومع هذا فهم متعاونون معي، فقد أخبرتهم بأنني لا أقرب لحم الخنزير، وللأسف الدجاج واللحم في البرتغال غال جداً، وفي البوفيه يوجد لحم الخنزير بكثرة، ولكن بمجرد أن أحضر إلى البوفيه يأتي لي المباشر ويخبرني بأن هذا لحم خنزير. كما أنهم يحترمون ديني فيما يتعلق بوقت الصلاة التي عادة ما تسبق موعد التدريب في النادي أو المعسكر. هل وجدت فارقاً كبيراً في تطبيق الاحتراف في البرتغال عنه في الأندية السعودية؟ بكل تأكيد، هناك انضباطية عالية والتزام بالوقت والمواعيد، ورتم التدريبات هنا أسرع بكثير من المملكة، كما أنها أقوى. وهم يهتمون بتغذية اللاعب وتمريناته في صالة الحديد. وهذا الاهتمام لا يكون في الملعب فقط بل حتى خارجه. هل ترى أنك قادر على الاغتراب عن الوطن في هذه السن؟ بصراحة الاغتراب صعب جدا، لكنني تعودت عليه من خلال ارتباطاتي بمعسكرات المنتخب، فقد كنت أغيب عن أسرتي لمدة شهرين أحياناً. وبصراحة من معي في هذا النادي يساعدونني على التأقلم، ويصطحبونني في المساء للنزهة على البحر، وتوجد عائلة برتغالية كانت تعمل في الرياض اصطحبتني عدة مرات للتنزه على الشواطئ لكسر الروتين وتخفيف الشعور بالغربة. هل انتهت علاقتك مع الاتفاق بعد رحيلك؟ لا لم تنته، الاتفاق له فضل علي بعد الله ولا أستطيع أن أقول أن العلاقة انتهت، كل ما أفكر فيه الآن هو النجاح في خوض هذه التجربة، فيما لم تتأثر علاقتي بالنادي، ففي آخر إجازة لي زرت اللاعبين في النادي والتقيت برئيسه عبدالعزيز الدوسري ونائبه خليل الزياني وكانت الأمور معهم جداً ودية. هناك من يعتقد بأن احترافك في البرتغال هو مجرد (كوبري) لناد سعودي، فما تعليقك؟ (كوبري) لمدة سنتين، هذا أمر صعب إلا إذا كنت أريد أن أحطم نفسي وأعود، من الصعب أن أحضر للبرتغال سنتين وأعود لناد سعودي آخر، إنه غير منطقي. ما هي المزايا التي حصلت عليها من هذه التجربة؟ قيمة مقدم العقد والرواتب ليست كبيرة، بدأت بنفس المزايا التي يتسلمها اللاعب البرتغالي إلى جانب تأمين السكن والمواصلات، وبصراحة ما أستلمه يغطي مصاريفي وراتب الشهر يكفيني لشهرين. كما أن الغرض ليس ماديا، ولو كان الأمر متعلقا بالمادة لبقيت في المملكة، إنما جئت لأساهم في تطوير مستواي والكرة السعودية. من شجعك على الإقدام على هذه الخطوة؟ الوالد لم يقصر معي ساندني وساعدني كثيراً وقام بالأهم وهو الحصول على موافقة الوالدة التي كانت ترفض الفكرة كوني لا زلت في ال18 من العمر، وكان فراقي صعب عليها، ولكن الحمد لله أتواصل معها يومياً. كما أن إدارة نادي الاتفاق سهلت أمري ولم تحدث أي مشاكل بيننا. ولكن نائب رئيس النادي خليل الزياني لم يكن راضيا عن نوعية التجربة خاصة أن الاتفاق لم يستفد منها؟ سمعت بهذا الكلام ولكن عندما قابلته في النادي لم يتحدث معي بهذا الشكل بل سأل عني وعن أخباري في البرتغال. أعتقد أن العلاقة جيدة وأنا سبق وأن أخبرتهم قبل سفري بشهر بهذا القرار وذهبت لرئيس النادي في منزله وبلغت الإدارة من قبل ولم يكن الأمر سرياً. ما الذي دار بينك وبين رئيس النادي في منزله؟ أنا لا أريد الخوض في التفاصيل كاملة، ولكنني زرته بمناسبة عيد الأضحى وأبلغته بالأمر. بماذا تنصح اللاعبين في نفس جيلك؟ أنا لا أحرض أحداً ولكن الاحتراف الخارجي سيساهم في تطوير كرة القدم السعودية، وعلينا أن نحترف ونحن صغار في السن ونخوض هذه التجربة مبكراً، لأن الفائدة ستكون أكثر مما لو كان اللاعب كبيراً. والحمد لله أن المملكة غنية بالمواهب وأتمنى أن نجد أكثر من لاعب سعودي في أوروبا.