نجح المدرب البرتغالي ماريانو مريتو في سلخ جلد فريق القادسية الاول لكرة القدم وتحويله من حمل وديع في الكثير من مبارياته الموسم الماضي الى فريق مرعب للكثير من منافسيه في الدوري حيث حقق القادسية تحت قيادته واحدة من أكبر نتائجه في الدوري منذ قرابة العشرين عاما بالفوز على الفتح بسداسية لهدف ثم نجح في تقليص خسارة فريقه من الهلال بخماسية لهدف في الشوط الاول الى الخسارة المشرفه بفارق هدف في الشوط الثاني . «الميدان» التقى بالمدرب الشجاع ماريانو وأجرى معه هذا الحوار والذي أجاب فيه بصراحة ووضوح عن أسئلتنا التي طرحناها عليه فإلى ثنايا الحوار .. بداية ما مدى رضاك عن وضع فريقك في دوري هذا الموسم بعد مضى 7 جولات حتى الآن؟ - نسير بخطى جيدة خصوصا أن الفريق الحالي الذي اقوده كان في الموسم الماضي يعاني كثيرا ونجا من الهبوط لدوري الدرجة الاولى مما فرض التجديد شبه الشامل بالفريق والزج بعدد كبير من اللاعبين الصغار في السن ممن يتوقع لهم مستقبل باهر ولديهم المقدرة على تقديم الكثير في المستقبل على اعتبار أن القادسية يعد من الاندية العريقة ولذا ليس مقبولا لدى أنصاره ومحبيه وقبل ذلك القائمين عليه أن يترنح من موسم لآخر، ونحن نعمل سويا لمستقبل أكثر ابهارا في نادي القادسية وفق امكانيات مالية يوفرها القائمون على هذا النادي على اعتبار أن القادسية ليس لديه شريك تجاري استراتيجي يدفع له الملايين لتسيير أموره وأنا على علم بهذا الأمر ومقدر لظروف النادي واحترمها ولذا أسير وفق نهج واضح وفي هذا الجانب يجب أن أقدم التحية للقائمين على الفريق من حيث الدعم والمتابعة فهم يستحقون الاشادة والتقدير مني ومن القدساويين كافة. صدقوني .. لا يوجد لدي مدافع حقيقي والهداف ظلم نفسهالقادسية كنز ومنبع للنجوم هل تعتقد أن القادسية يمكنه تثبيت أقدامه بجدارة في الدوري الممتاز خصوصا بعد الاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين المخضرمين والبارزين في السنوات الاخيرة وفي ظل الاعتماد الكبير على مجموعة شابة من اللاعبين الكثير منهم كان يمثل فريق درجة الشباب أو الاولمبي في الموسم الماضي؟ - بصراحة القادسية كنز ومنبع للنجوم والمواهب وهذا ما لمسته شخصيا فالقادسية لديه في الوقت الراهن أربعة لاعبين شباب صاعدين يمكنهم اللعب لأكبر الاندية ومنهم من يستطيع الاحتراف في الخارج وتحديدا في أوروبا متى ما لقي هؤلاء اللاعبون الدعم والمساندو من كافة النواحي والتعلم من اللاعبين الذين يفوقونهم سنا وخبرة ويستمعون بتمعن للتوجيهات الصادرة لهم من الجهازين الاداري والفني القائمين عليهم والسير في طريق الاحتراف الحقيقي الذي يعني الالتزام بمواعيد محددة للنوم والاكل والشرب والتمارين وغير ذلك من الامور التى يتطلب توافرها في اللاعبين المحترفين وأعتقد أن القادسية قادر بهذه المجموعه أن يحتل مركزا جيدا في بطولة الدوري . ذكرت أن هناك عددا من اللاعبين الصغار في الفريق هل هذا عذر مبكر بأن الفريق يفتقد للخبرة وبالتالي على جميع القدساويين تحمل كل النتائج؟ - لا أبدا فالقادسية حاليا هو مزيج من لاعبي الخبرة والشباب وتصور أن القادسية يعتبر النادي الوحيد تقريبا الذي لا يضم سوى لاعبين خبرة كانوا معه في الموسم الماضي على الاقل وهما علي الشهري والحارس منصور النجعي وهذان اللاعبان يمثلان مصدرا كبيرا لثقتي كونهما يقدمان التوجيهات اللازمة لزملائهما داخل الملعب وخارجه كما أن الفريق لديه لاعبون جيدون غير محليين وشكلت بالمجموعة الموجودة فريقا أراهن على أن يكون من أبرز الفرق في دوري هذا الموسم. هل تعد بتحقيق انجاز هذا الموسم في الدوري تحديدا؟ - لا أبداً ما أعد به هو العمل المخلص مع المجموعة وأنا رجل مؤمن بالله وأن لكل مجتهد نصيب وتوفيق واذا ما حصدت مع الفريق مركزا ما بين السادس الى التاسع فهذا سيكون أمرا جيدا . هذا الكلام الذي أقوله ليس فيه أي شيء من التقليل من نادي القادسية ولكن أنا رجل واقعي وأعترف أن فرق الهلال والاتحاد والاتفاق والشباب والاهلي والنصر ستتنافس على المراكز الستة الاولى بحكم الامكانيات الفنية والمادية المتوافرة في الفرق المذكورة ومن بين الامكانيات الفنية درجة الانسجام بين اللاعبين ووفرة البدلاء والخيارات وغيرها من الامور . وبالامكان أن يكون القادسية منافسا على المراكز الستة الاولى في جدول الترتيب خلال موسمين أو ثلاثة بعد أن ينضج اللاعبون الصغار وتتحقق درجة الانسجام اللازمة بين اللاعبين ويكون هناك استقرار فني واداري كما هو الحال في نادي الفتح مثلا وعلينا هذا الموسم أن نصارع فرقا كالفيصلي والتعاون والفتح على مركز لا يبعد عن التاسع ولذا ضمن خططنا لهذا الموسم هو أن نكون بنفس الجاهزية والانسجام التى عليها الفرق الثلاثة التى ذكرتها ثم بعد هذا الموسم نفكر فيما هو أبعد وكما قلت السعي لأحد المراكز الستة الاولى. رحيل الشهراني لن يفرق معي وأنصحه بالبقاء لصقل خبراته مغامرة وتحد قلت في أكثر من مناسبة أنك مدرب مغامر وتعشق التحدي ما نوع هذه المغامرة التى تخوضها مع فريق القادسية؟ - حينما تأتي لفريق كان يعاني من مشاكل فنية كبيرة وجلية في الموسم المنصرم وتسمع من القائمين على هذا النادي الرغبة في تجديد الفريق بشكل شبه كامل، فيه الكثير من المغامرة وأنا بطبعي أعشق التحدي وتاريخي التدريبي يشهد بذلك فأنا دربت في روسيا في ظروف صعبة وقدت فريق ليموكييف الروسي الى انجاز رائع في البطولة الأوروبية ووصلت به للدور ربع النهائي وكان الفريق قبلها يعاني من مشاكل فنية كبيرة وبعد أن أنهيت تلك التجربة طلب مني البقاء وبعد تفكير قررت الرحيل الى غانا حيث قدت المنتخب الاولمبي الغاني الى أولمبياد أثينا 2004 حيث بدأت المشوار في العام 2003 تقريبا وكانت الطموحات كبيرة لدى القائمين على الاتحاد الغاني بتحقيق انجاز وصناعة منتخب قوي يمكنه أيضا الوصول لمونديال 2006 وهذا ما عملنا من أجله وتحقق وأنا فخور بالتجربة الناجحة التى خضتها في غانا. كثير من أصدقائي صعقوا عندما علموا أنني تركت العمل في روسيا رغم الراتب العالي والضخم الذي كنت أتقاضاه هناك وذهبت الى غانا التى تعاني الكثير والكثير ولا يمكن مقارنة امكانياتها بالامكانيات المتوافرة في روسيا ولكن لدي قناعات أسير عليها وعشقي للمغامرة والتحدي هما الحافز الدائم لي . وبعد أن قررت التعاقد مع ادارة القادسية سمعت أن هذا النادي يعاني من مشاكل ادارية وفنية ويعد من أكثر الاندية صعودا وهبوطا لدوري الاولى وعانى صعوبات جمة كبيرة في المواسم الاخيرة لكنني اتخذت قرارا بالتوقيع لهذا النادي وعدم التراجع وكثير مما سمعته من مشاكل لم يكن موجودا خصوصا فيما يتعلق بالعمل الاداري فأنا أعمل مع اشخاص محترمين جدا ويقدرون العمل الذي نقوم به وهم سند لنا في تحقيق الاهداف المرسومة. طموحنا لا يتجاوز التفوق على الفيصلي والتعاون والفتح الزج بعدد كبير من اللاعبين الشباب دفعة واحدة هل سيكون له أثر ايجابي أو سلبي على مستقبل اللاعبين وهل الظروف هي من أجبرتك على ذلك في ظل ابتعاد العديد من لاعبي الخبرة في المواسم الاخيرة؟ - أعتقد أن الزج باللاعبين الشباب وفق خطط مدروسة ليس فيه نوع من التهور ، من اجل مستقبل الفريق بشكل عام ومن اجل مستقبل اللاعبين بشكل خاص وكما قلت لدي عدد من اللاعبين الشباب الذين أتوقع لهم مستقبلا باهرا وأذكر منهم ياسر الشهراني وطلال الشمالي وفهد السبيعي وكذلك المدافع سلطان الاسمري الذي اضطررت هذا الموسم لأن اعيده الى قلب الدفاع وهو في الاصل لاعب وسط حاله كحال اللاعب البحريني عبدالوهاب علي وأعتقد أن هذين اللاعبين باتا من أفضل لاعبي خط الدفاع في الدوري واذا نظرنا الى ما قبل مباراة الهلال فالفريق لم يدخل مرماه من خمس مباريات سوى أربعة أهداف ولكن ما حصل في مباراة الهلال كان صاعقا وغريبا كون شباكنا تلقت اربعة اهداف بعد مضي نصف ساعة فقط في ظروف أعتقد أنها استثنائية وتكرر ذلك للاسف أمام الاتحاد والتى خسرنا فيها بنتيجة كبيرة بالثمانية وكنت أتوقع أن يكون ماحصل ضد الهلال أستثناء لكن الاسوأ حصل أمام الاتحاد . وكان الفريق كله وقتها سيئا ولو كان هناك مجال لتغيير جميع اللاعبين لفعلت في الشوط الاول ولكن الحال اختلف في الشوط الثاني ذكرت هذا الامر كدليل على أن القادسية يعيش في ظروف مختلفة هذا الموسم الى درجة أننى لا أملك مدافعا متمرسا وهذا ما جعلني استعين بعبدالوهاب والذي أعتقد أنه من أفضل المحترفين في الملاعب السعودية وسلطان المسرحي للقيام بمهمة متوسطي الدفاع. الهداف ظلم نفسه ما دمت أنك بحاجة لمدافعين لماذا وافقت على رحيل اللاعب المخضرم والمدافع المتمرس زكريا الهداف في الفترة الاخيرة لنادي النهضة رغم أنه شارك في المباراة الاولى بالدوري ضد الاتفاق وقدم أداء مميزا؟ - زكريا لاعب ممتاز وله تاريخ مشرف ولكن المشكلة أنه لم يخدم نفسه هذا الموسم فهو لم ينتظم معنا في معسكر الباحة ويقال لظروفه العملية كما أنه لم يقم بما طلبته منه من حيث تعويض ما فات والتدرب على فترتين وهناك امور كثيرة عجلت برحيله منها انه بات متقدما في السن وقد يعتزل خلال مواسم قليلة ولذا كان ممن شملتهم خطط التجديد. لاعبو القادسية مؤهلون للعب في اكبر الاندية الاوروبية من من لاعبي الفرق الاخرى تتمناهم في فريقك؟ - بالطبع أتمنى لاعبي الهلال وخصوصا اللاعب الكاميروني الكبير أيمانا ولكن سعره غال وغال جدا. البعض وصف تجربتك مع نادي النصر بالسيئة قبل ست سنوات والبعض يعتقد أنك ظلمت بالتقييم على اعتبار أن النصر مر عليه الكثير من المدربين الكبار لكنه لم يحقق ما يصبو اليه محبوه في العقد الاخير على الاقل؟ - تجربتي مع النصر جيدة بالنسبة لي على الاقل والنصر من الاندية التى تعاني الكثير من المشاكل الفنية وغيرها ويؤثر على ذلك ايضا حجم الجماهيرية التى يتمتع بها هذا النادي . يتردد من حين لآخر أن اللاعب ياسر الشهراني سيرحل عن القادسية في الفترة الثانية لتسجل اللاعبين المحترفين ماذا ستتصرف ازاء ذلك؟ - لا علم لي بهذا الموضوع ولكن بالطبع سأفضل بقاءه وأنا أقدم النصيحة للاعبين الشباب الذين أتمنى لهم مستقبلا أفضل وأنا فخور جدا أن عددا من النجوم الكبار في العالم تعلموا الكثير تحت اشرافي وشهدوا بذلك وفي مقدمتهم لويس فيجو وكارفاليو لاعب ريال مدريد حاليا والغاني أيسيان لاعب تشيلسي وغيرهم ممن أعتز أن غالبيتهم سمع لنصيحتى ولم يتعجل بالانتقال الى أندية كبيرة ومرموقة حتى يكون في وضع مميز بناديه الاصلي ويتعلم ما يكفيه من الدروس ويلعب للمنتخبات الوطنية ويكون مقنعا وقادرا على اثبات قدراته في ناد كبير وتجربة احترافية تحمل في طياتها الكثير من التحديات وأنا أرشح ياسر وعددا من لاعبي القادسية للاحتراف خارجيا متى ما ساروا وفق خطة احترافية مستعد لتزويدهم بها .