أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم ، في خطبة الجمعة أمس، أن الناس جميعا مهما اختلفت مداركهم، يتفقون على أن العقل من أعظم نعم الله على العبد، به يميز الخبيث من الطيب والزين من الشين. وقال، إنه لا يعلم مقدار العقل إلا من رأى فاقده أو فاقد الاستنارة به، مشيرا إلى أنه قد تسللت الازدواجية والتضاد لدى كثير من العقول وما ذاك إلا لاضطراب وسائل التلقي التي يتعارك فيها الحق والباطل في زمن يتقدم الحق فيه تارة ويتسلل الباطل فيه تارات. وأوضح الشيخ الشريم، أن السفه ليس جنونا ولا فقدانا للعقل وإنما هو سوء استعمال له أو تهميشه عن أداء دوره الذي خلق له، مشيرا إلى أن السفه آفة تعتري الإنسان في أموره الدينية والدنيوية، أما أموره الدينية فيكون ذلك بمحادة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والنكوص عن شرعة الله أو مضادتها أو الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم. وأضاف "وأما السفه في الأمور الدنيوية فيكون في التصرف في المال بما يخالف شرع الله أو بالتبذير و الإسراف فيه ومن ذلك المخاطرة بأموال الناس والمقامرة والمغامرة بها والاستهانة بحقوق الآخرين من خلال المساهمة بها أو الاتجار والمرابحة فيها بتهور وعدم استحضار حرمتها وحرمة أصحابها فهذا سفه ووضع الأمور في غير موضعها. وبين أن من السفه قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وكلما ازداد المرء قتلا ازداد سفها، متعجبا ممن يقتلون شعوبهم وبني جلدتهم ممن وصف النبي صلى الله عليه وسلم أمثالهم بأنهم سفهاء الأحلام ومن أفعالهم أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، كما يجري لبعض إخواننا ممن قتلوا وعذبوا سفها بغير علم ، وكما هي الحال المؤرقة مع إخواننا في سوريا الذين يواجهون أشد أنواع الجور والقتل والوحشية التي لا يرضاها الله و لا رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يقرها دين ولا ملة ولا عرف. وعبر عن شكره لكل من كانت له يد طولى في الإنكار على أولئك من حكومات وقادة وعلماء ومفكرين وشعوب وخص منهم الدول التي سحبت سفراءها ووقفت ضد الظلم والعدوان ومنهم هذه البلاد بقيادتها وإلى مزيد من الجهود وممارسة تضييق الخناق ضد هذا التصعيد السفيه في نزيف الدماء وجمع الكلمة في اتخاذ خطوات متقدمة تكون كفيلة بحقن الدماء ورفع القتل والظلم . وفي المدينةالمنورة أكد إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير، في خطبة الجمعة أمس، أن أحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى زوال البلوى وقال "إنه لا مخرج من أزمات المسلمين إلا بصدق اللجوء إلى الله تعالى العظيم الذي لا أعظم منه والقادر الذي لا أقدر منه والقوي الذي لا أقوى منه". وأضاف : فمن كان الله سبحانه معه فمعه الجند الذين لا يغلبون والقوة التي لا ترهب والعزيمة التي لا تذهب والعز الذي لا يسلب ، فمن كان مع الله في السراء والضراء والشدة والرخاء كان مؤيدًا منصورًا وعاد عدوه مدحورًا.