أعلن رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي خليل الفزيع بداية النشاط الثقافي، بعد استلام مجلس الإدارة المكلف إدارة شؤون النادي، داعيا إلى حضور الفعاليات والتسجيل في الجمعية العمومية التي يعاد تشكيلها هذه الأيام. جاء ذلك خلال الأمسية القصصية مساء أول من أمس، للقاص الدكتور مبارك الخالدي. الذي تكفل النادي بنشر مجموعته القصصية. وقرأ الخالدي قصص "عبور"، و"تظاهرات"، و"بوح"، و"نظافة"، و"حياة"، و"قفزة"، و"حروب"، و"مسافات"، و"حدث"، و"إفاقة"، و"خوف"، و"الركض"، و"نشوان"، و"ذات صباح"، و"تباريح وحيد بن فياض". في حين طالبه عبدالله السفر الذي قدم ورقة نقدية خلال الأمسية بأن يتخلص من التأجيل، ويبادر إلى جمع نصوصه في كتاب، قائلا: من الظلم أن تبقى هذه النصوص بعيدة عن أعين القراء، وألا تكون رصيدا في مدونة القصة المحلية والعربية. وأضاف السفر أن الخالدي من كتّاب الساحة المعروفين بحضوره في مجال النقد والترجمة ويكاد يمر سريعا بعالم القصة القصيرة، حيث النصوص قليلة شحيحة يمكن معها أن ينسى وجوده قاصّا، منوها أنه لم يكن غريبا أن تصدر "إنطولوجيا القصة القصيرة في المملكة نصوص وسير"، محفوفة بذلك النسيان رغم أنها امتدت لتشمل نحو 200 قاصة وقاص، "ولن ألوم خالد اليوسف، فأنسب إليه النسيان أو التقصير بخلو الإنطولوجيا من أثر للخالدي". السفر أضاف: إن الانطباع الأول الذي تتركه نصوص الخالدي هو السعي المثابر للانعتاق والخروج على القيد بمعناه الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي يتعدى الخاص إلى الحيز العام، ثمة قصد يحتمل الإلماح والإشارة، لكنه لا يحتمل المداورة أو الغمغمة.. وضوح يسطع بفنيّته لا بفجاجة المباشرة ومجانيّتها، إنجاز الموقف وتمرير الرسالة يجريان بأدوات فنية نابعة من قلب العمل، موضوعية الخروج والانطلاق تظل شغف الخالدي الدائم – والحديث للسفر- يعود إليها في جملة من نصوصه القصصية، وكأنه الجرح القديم الذي لا يبرأ، ويبقى ينز من نص إلى آخر، وهذه المعاودة نجدها فيما كتبه من قصص قصيرة جدا، التي تتألف من عدد محدود للكلمات في نصف صفحة أو أقل أو حتى في سطرين، هذا الاقتصاد الكمي ربما لا ينجز القصة القصيرة جدا، إذا لم تصحبه كيفيّة عمادها التكثيف والتركيز والإضمار، بما يصنع التوتر والتماسك والانشداد إلى مركز الدلالة دون تزّيد أو استطالة، وضمن هذا المنظور نقرأ إبداع الخالدي في هذا اللون من السرد وهو يستعيد موضوعته الأثيرة في قصتي "قفزة"، و"حدث" اللتين تجمع بينهما رغبة السارد في الانطلاق، نواته تعبير الجسد في حركة خارجية تستجيب للحظة وتلقائيتها، لكن سرعان ما تلجم الرغبة من المراقب الخارجي سواء أكان مجموعا أم فردا. ويؤكد السفر أن وعي الخالدي في أن المعيار الخارجي أداة وليس غاية، أداة فنية يطوعها لتخدم في النهاية قصده الإبداعي، وما يهم تقديم نص متماسك مشع بدلالته دون الانحباس في شروط برانية.