انضمت السفارات السورية في أستراليا وليبيا وتركيا إلى مقار البعثات السورية التي تعرضت لهجمات في العديد من دول العالم، بينما تصاعدت المطالب العربية والدولية بطرد سفراء نظام الرئيس بشار الأسد من عواصم العالم، احتجاجا على قمع المعارضين، وعلى استخدام روسيا والصين "فيتو" لمنع صدور قرار من مجلس الأمن يحث الأسد على التنحي. واقتحم نحو 40 رجلا مبنى السفارة في كنبيرا أول من أمس وحطموا كل شيء أمامهم، وأجبروا ثلاثة دبلوماسيين على الاختباء في قبو مبنى السفارة. ولم يتم اعتقال أي شخص خلال الهجوم. وكانت مقار البعثات الدبلوماسية السورية في لندن والقاهرة وبرلين والكويت، وطرابلس وغيرها من العواصم قد تعرضت لهجمات في عمليات انتقامية على ما يبدو لمقتل مدنيين على أيدي القوات الحكومية في سورية. ونظم نحو 150 شخصا معظمهم أستراليون من أصل سوري مسيرة في مدينة سيدني لإدانة العنف في وطنهم واستنكارا لاستخدام موسكو وبكين حق النقض ضد مشروع القرار المدعوم من الجامعة العربية. وفي السياق، دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أمس كل الدول إلى طرد سفراء سورية احتجاجا على القمع الدموي للحركة الاحتجاجية. وقال على هامش مؤتمر ميونيخ، إن "الشعب السوري ينتظر أفعالا أقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري. علينا أن نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الأخرى". كما دعت اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام في 2011، المتواجدة في ميونيخ أيضا، أمس كل الدول لطرد السفراء السوريين. وقالت بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "باسم الشعب السلمي في سورية أدعوكم إلى طرد السفراء السوريين من بلادكم واستدعاء سفرائكم". وأضافت أنه "أقل ما يمكن فعله لمعاقبة نظام" بشار الأسد. وفي طرابلس أعلن المجلس الوطني السوري المعارض أن مجموعة من السوريين المقيمين في طرابلس تمكنوا من السيطرة على مقر السفارة السورية في طرابلس، دون مقاومة ودون حدوث خسائر أيضا. وامتدت حرب السفارات إلى تركيا، حيث حاصر المئات من السوريين المقيمين في تركيا، القنصلية السورية بإسطنبول، وحاولوا اقتحامها بعد تسلق أبوابها، إلا أن الشرطة التركية حالت دون ذلك. أما في صنعاء، فقالت مصادر دبلوماسية يمنية إن هناك توجهات لدى السلطات المختصة لتقليص التمثيل الدبلوماسي اليمني في سورية، تجاوباً مع تصاعد مطالب العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات المجتمعية والحقوقية اليمنية. وأشارت المصادر إلى أن صنعاء تدرس حاليا قراراً باستدعاء سفيرها في دمشق وتقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي احتجاجاً على تصاعد المجازر التي يرتكبها النظام ضد المدنيين العزل المطالبين بالتغيير السياسي. وتوقعت المصادر أن تبادر الحكومة اليمنية بتدشين إجراءات التقليص الدبلوماسي لبعثتها الدبلوماسية في دمشق خلال الأيام القليلة القادمة، نافية أن تكون هناك ضغوط أميركية أو غربية لحث صنعاء على طرد السفير على غرار المواقف التي اتخذها العديد من الدول العربية. وطالب الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارض حكومة الوفاق الوطني بسرعة طرد السفير السوري في صنعاء أسوة بالإجراء الاحتجاجي الذي بادرت إلى اتخاذه تونس، معتبراً أن استمرار ممارسة السفير السوري لمهامه في صنعاء يمثل تخاذلاً غير مقبول من قبل الحكومة اليمنية.