دمشق - القاهرة - ميونيخ - موسكو - وكالات: أكدت الدول العربية أنها لن توقف جهودها لحل الأزمة السورية بالرغم من أن مساعيها لكسب دعم الأممالمتحدة عرقلتها روسيا والصين, حسبما ذكر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس الأحد. وقال العربي في بيان إن استخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) «لا ينفي أن هناك دعما دوليا واضحا لقرارات جامعة الدول العربية» التي كانت تسعى لكسب دعم مجلس الأمن الدولي لقرار يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي حتى يتسنى بدء محادثات مع المعارضة. من جهته, قال مسئول قطري أمس: إن عجز مجلس الأمن الدولي على تمرير قرار لإنهاء العنف في سورية يعطي حكومة الرئيس بشار الأسد رخصة لقتل المتظاهرين. وقال خالد العطية، وزير الدولة القطري للشئون الخارجية، في مؤتمر ميونيخ للأمن إن «هذا تحديدا ما كنا نخشاه, إعطاء إشارة للأسد أن هناك رخصة للقتل». بدوره, دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أمس الأحد كل الدول إلى طرد سفراء سوريا احتجاجا على القمع الدموي للحركة الاحتجاجية. وقال الجبالي إن «الشعب السوري ينتظر أفعالا أقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري علينا أن نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الأخرى». من ناحيتها, حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السبت من خطر اندلاع حرب أهلية بعد لجوء روسيا والصين إلى الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين القمع الدامي في سوريا. وقالت كلينتون: إن الوقت حان ليتحرك مجلس الأمن «بحزم» حيال سوريا، بعدما أقرت باستحالة معالجة الخلافات مع الصين وروسيا. وتابعت «علينا أن نتحرك الآن» لأن كل يوم إضافي يزيد من مخاطر نشوب حرب أهلية. من جهة أخرى, قالت وزارة الخارجية الروسية أمس: إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيسعى خلال زيارته المقبلة إلى دمشق إلى الدفع من أجل تطبيق إصلاحات ديموقراطية سريعة بعد أن أغضبت موسكو الغرب بتصويتها بالنقض في مجلس الأمن على قرار يدين العنف في سوريا. إلى ذلك انضمت السفارة السورية في كانبيرا الأسترالية إلى السفارت السورية التي تعرضت لهجمات في العديد من دول العالم من قبل متظاهرين يطالبون بالإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقالت وسائل الإعلام المحلية: إن حول 40 رجلا اقتحموا المبنى مساء السبت وحطموا كل شيء أمامهم وأجبروا ثلاثة دبلوماسيين على الاختباء في قبو مبنى السفارة. ولم يتم اعتقال أي شخص خلال الهجوم. وكانت مقار البعثات الدبلومسية السورية في لندنوالقاهرة وبرلين والكويت وغيرها من العواصم قد تعرضت لهجمات في عمليات انتقامية على ما يبدو لمقتل مدنيين على أيدي القوات الحكومية في سورية. وعلى الصعيد الميداني, قتل 15 شخصا في سوريا أمس الأحد، من بينهم تسعة جنود سقطوا خلال اشتباكات جرت مع منشقين في شمال غرب سوريا، إلى جانب ستة مدنيين بينهم طفل سقطوا برصاص الأمن في مدن سورية عدة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد في بيان أن «اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل السبت الأحد في قرية احسم بجبل الزاوية في ريف إدلب (شمال) بين الجيش ومجموعات منشقة (أسفرت) عن مقتل ستة جنود وجرح 21 آخرين بينهم ضابط برتبة عميد وإعطاب أربع آليات». وأضاف: إن جنديا آخر قتل «إثر استهداف سيارة عسكرية في ناحية ابديتا بجبل الزاوية» بينما «قتل جنديان قرب سراقب إثر اشتباك مع منشقين»، في المحافظة نفسها. وأشار المرصد إلى أن «قرية المسطومة تشهد تحركات للجيش النظامي السوري إثر انشقاق عشرات الجنود مع ضابط برتبة ملازم أول صباح أمس في هذه القرية». وفي محافظة إدلب ايضا، أكد المرصد مقتل «مدنيين اثنين في ريف إدلب أحدهم كان قد اعتقل قبل أيام». وفي ريف دمشق، أفاد المرصد إن «طفلا استشهد إثر إصابته بإطلاق رصاص خلال تفريق قوات الأمن السورية مظاهرة في مدينة داريا». وفي محافظة حمص، ذكر المرصد أن ثلاثة مواطنين قتلوا «إثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن من قبل القوات السورية». وفي درعا (جنوب)، أفاد المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس في بلدة الحارة في ريف درعا بين الجيش ومجموعات منشقة، مضيفا أن أصوات الانفجارات هزت البلدة.