ميونيخ (ألمانيا)، عمان - أ ف ب - رأى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن استخدام روسيا والصين لحق النقض في مجلس الأمن ضد قرار يدين الاستخدام المفرط للعنف في سورية، شكل «إشارة سيئة» إلى الرئيس السوري بشار الأسد «تعطي حق القتل». وأضاف رئيس الوزراء القطري الذي يرأس اللجنة الوزارية للجامعة العربية حول سورية في تصريحات على هامش مؤتمر دولي للأمن في ميونيخبألمانيا أمس «للأسف كان أمس يوماً حزيناً وهذا ما كنا نخشاه بالضبط». فيما رأى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن التصويت يدل على «استمرار عقلية الحرب الباردة». وأضاف في تصريحات مماثلة في ميونيخ أن «روسيا والصين لم تصوتا بأخذ الوقائع في الاعتبار بل ضد الغرب». وتابع إن «المسؤولية الأخلاقية للأسرة الدولية هي رفع الصوت وتوجيه رسالة قوية إلى نظام الأسد». من ناحيته دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أمس كل الدول إلى طرد سفراء سورية احتجاجاً على القمع الدموي للحركة الاحتجاجية. وقال الجبالي إن «الشعب السوري ينتظر أفعالاً ... أقلها قطع كل العلاقات مع النظام السوري ... علينا أن نطرد السفراء السوريين من الدول العربية وكل الدول الأخرى». ودان الجبالي «الاستخدام المفرط لحق النقض» في مجلس الأمن. وأضاف: «إنه حق يتم استغلاله وعلى الأسرة الدولية مراجعة هذه الآلية». بدورها دعت اليمنية توكل كرمان حائزة جائزة نوبل للسلام في 2011، المتواجدة في ميونيخ أيضاً كل الدول إلى طرد السفراء السوريين. وقالت بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «باسم الشعب المسالم في سورية أدعوكم إلى طرد السفراء السوريين من بلادكم واستدعاء سفرائكم». وأضافت أنه «أقل ما يمكن فعله لمعاقبة نظام» بشار الأسد. وعبرت كرمان عن «إدانتها» للتصويت السلبي للصين وروسيا في مجلس الأمن معتبرة أن هذين البلدين «يتحملان المسؤولية المعنوية عن المجازر». وفي عمان، دعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن الشيخ همام سعيد العرب والمسلمين إلى مقاطعة البضائع الروسية والصينية بسبب استخدامهما الفيتو. وقال سعيد في بيان نشره الموقع الإلكتروني للجماعة إن «هذا الموقف يجب أن لا يمر من دون رد فعل شعبي»، داعياً إلى «مقاطعة البضائع الروسية والصينية وتعميم هذا الإجراء على جميع الشعوب العربية والإسلامية التي تقف إلى جانب الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة». وأكد أن «على هاتين الدولتين أن تعيا أن مصالحهما ليست مع النظام السوري وإنما مع الشعب السوري». وتساءل سعيد: «لا ندري كيف يمكن لهاتين الدولتين أن تبررا هذا الموقف الذي يقف إلى جانب الإجرام الذي لا يكاد يكون له مثيل في التاريخ القريب؟»، مشيراً إلى أن «النظام السوري الدموي يقصف المدن بالدبابات ويقتل المئات في اليوم الواحد وينتهك كل مواثيق الإنسان البشرية منها والسماوية». وأوضح أن «جماعة الإخوان المسلمين تعتبر استخدام الفيتو موجهاً ضد جميع العرب والمسلمين»، مشيراً إلى أنه «بات يشكل اعتداء صارخاً على حقوق الشعوب العربية والإسلامية». وطالب سعيد من روسيا والصين بالعدول عن موقفهما والإجابة على السؤال الكبير: «كيف يمكن معالجة الجرائم على الساحة السورية؟». ومن جانب آخر، ثمن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن موقف تونس التي تستعد لطرد السفير السوري لديها، مطالباً الدول العربية الأخرى بأن «تحذو حذوها».