ابتكرت طالبتان سعوديتان في المرحلة الثانوية من مدرسة منارات أبها جهازا ينبه عن الغرق، يتم من خلاله إنقاذ من يغرق في البحر، أو السيول، أو المسابح، ينبه من حوله من خلال أصوات وأضواء تدل على أن هناك شخصا يحتاج إلى مساعدة، بالإضافة إلى تنبيهه في حال وجود حاجز أمامه، وهو ابتكار موائم للأعمار كافة، وتم تقديمه إلى كلية الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للحصول على شهادة براءة اختراع، كما تم تسجيله للترشيح لمعرض جنيف الدولي 2012 تحت عنوان "منبه الغرق". تقول الطالبة إيثار عبدالرحمن المحسني إن "فكرة الجهاز جاءت إثر موقف حدث أمامي حيث كاد أحد الأطفال يتعرض للغرق في البحر، ولا أحد يعلم بما حدث له رغم استنجاده، ولكن لم يسمعه أحد، وعلى ضوء هذه الحادثة بدأت أتساءل: ماذا لو كان هناك جهاز يساعد في إنقاذ الغرقى، وحماية الأرواح"؟ وأشارت إلى أنه من خلال البحث والتقصي عن الفكرة لم أسمع أو أر جهازا أو نظاما يحل هذه المشكلة سوى أن هناك دوافع مساعدة للحماية من الغرق، مثل وضع جهاز بقاع المسبح يتحسس وجود أنسجة بشرية تغرق، ولكن لا تميز الشخص وحالته، سواء أكانت خطرة أم غير ذلك، لذلك فكرنا في تصميم جهاز يعطي إشارات وأصواتا وتنبيها يشير إلى وجود شخص يغرق لتتم مساعدته على الفور" وبينت إيثار: "أن الجهاز يتكون من طرفين، الأول مرسل ويكون على رقبة الشخص السباح، والآخر مستقبل، وهو عبارة عن جهاز يتحكم في مدى قرب الخطر من الشخص السباح". وقالت إيثار "يمكن تصميم الجهاز على شكل برنامج إلكتروني يرتبط بأجهزة الجوال الحديثة، إضافة لبرمجته بحيث يتجاوز العقبات التي يجدها في طريقه تلقائيا من الماء ونحوه، ويصل إلى الهدف المنشود بأقصر الطرق، ويمكن أن يحمل في مقدمته شريحة إلكترونية بالطوق الذي يحيط بالرقبة لاكتشاف سرعة نبضات القلب، ونسبة الأكسجين في الدم، ومن ثم تحديد موقع الغريق، والتعامل مع الحالة، كما تم تزويده بجهاز اتصال لاسلكي عن بعد للتعرف على الحالة داخل الماء". وأضافت إيثار أن لديها كثيرا من الابتكارات في جوانب متعددة، وتخدم شرائح مختلفة من المجتمع، مشيرة إلى أنها ستركز في ابتكاراتها التي ما زالت في طور الفكرة على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فهي فئة تستحق الوقوف طويلا على احتياجاتهم، ومحاولة ابتكار كل ما سيعمل على تسهيل حياتهم، إضافة إلى ابتكارات تخدم المجتمع وخاصة التي تسبب مشاكل للجميع وتسبب وفيات. وقالت زميلتها شروق عبد الله الهنيدي إنهما قامتا برحلة ميدانية لمستشفى عسير المركزي، وطرحتا عدة أسئلة على أطباء مختصين بالقلب والدم والأكسجين، وأيضا مهندسين مختصين بالأجهزة الطبية، ونفذتا تجربة أمامهم، وجميعهم أجمعوا على نجاح الفكرة، وأهمية تعميمها. وأضافت "قدمنا عرضاً نظرياً، وشرحاً وافياً لتصميم وعمل الجهاز أمام لجنة التحكيم في مسابقة الأولومبياد الوطني للإبداع العلمي المكونة من أساتذة جامعيين متخصصين. من جانبها أكدت مديرة إدارة النشاط الطلابي بإدارة تعليم عسير المسؤولة عن البحث العلمي في أولمبياد عسير أمل الأحمري أن "المبتكرات والمخترعات يجب دعمهمن، وصقل مواهبهن من خلال التعريف بهن إلى الجهات ذات العلاقة بهذا الأمر، وهي "موهبة" حيث نجمع مشاركات الطالبات الموهوبات والمتقدمات إلى الأولمبياد، وننظم دورات لهن بالتعاون مع جامعة الملك خالد، وكلية التقنية، ومن ثم ندعمهن حتى آخر مرحلة، وهي قبل المشاركة في أميركا باختراعاتهن". وحول الجهات التي يمكن أن تدعم مثل هذه المواهب أشارت الأحمري إلى أن "مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين لها اليد الطولى في ذلك، بالإضافة إلى التقدم لجائزة الإبداع العلمي، التي يتم خلالها تقييم الابتكار، أو توظيف الفكرة في المجتمع، وتشجيع المبتكر على تنمية حس الابتكار لديه".