لم تكن وفاة أربعة أشخاص بينهم ثلاثة مواطنين ورابعهم استشاري العظام في مستشفى الملك عبدالله في بيشة الدكتور توماس نهاية الأسبوع المنصرم في حادث مروع، هي آخر المآسي على طريق العلاية – بيشة المسمى في وزارة النقل "طريق بيشة العلاية 56" ؛ فالإحصائيات التي أعلنتها الرعاية الصحية في مركز عفراء ببلقرن ومركز الثنية ببيشة تدل على مآس مفجعة وحوادث متكررة، منذ افتتاح هذا الطريق قبل أكثر من ثلاثين عاما، ونادرا ما يمر يوم دون حوادث. وما زال طريق العلاية- بيشة الذي لا يزيد طوله على 120 كلم يشكل هاجسا لمرتاديه، نظرا لخطورته، وضيقه وعدم ازدواجيته، وكثرة منعطفاته، واحتوائه على ارتفاعات وانخفاضات والتواءات مفاجئة، أدت الى إزهاق أرواح عشرات الأشخاص سنويا. من جانبه، قال عضو المجلس البلدي السابق محمد سعد القرني "تقدمنا لوزير النقل بطلب إلحاقي لطلبنا المقدم لسمو أمير منطقة عسير برقم 12719 في 6/3/1428ه مطالبين ومؤملين في إزداوجية طريق بيشة العلاية المسمى في وزارة النقل طريق بيشة العلاية 56، مع تعديل المنعطفات الخطرة في الطريق وكذلك تحصين الطريق من جانبيه بشبك لحمايته من الدواب والبهائم السائبة، وقد أوردنا 15 مبررا ومسوغا لهذا الطلب". وأكد القرني أنه قابل شخصيا وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري لدى مروره من المنطقة اثناء تفقده ازدواجية طريق "الطائف أبها", وقدم له عريضة موقعة من ألفي شخص من أهالي المحافظة، يطالبون فيها بازدواجية هذا الطريق. وأضاف أنه قال للوزير "من أمانتي إلى أمانتك وأحملك مسؤولية هذا الأمر". ولم يخف القرني عدم رضاه عن إدارة النقل بمحافظة بيشة، المسؤول الأول عن هذا الطريق، لعدم إعطائها هذا الطريق ما يستحق من أهمية. ويؤكد القرني أن وزارة النقل أنهت ما يسبق التنفيذ من عمليات تصميم ودراسات وتقديرات للتكلفة, إلا أن التنفيذ لم يتم بعد, مؤكدا أن الأهالي ملوا من الانتظار وسئموا الوعود. من جهته، قال مدير إدارة الطرق والنقل في بيشة علي بن فطيس العلي إن إدارته رفعت بهذا الطريق ضمن الطرق ذات الحاجة الماسة للازدواجية، وأقر مجلس المنطقة ذلك، وأعطي المشروع رقم 8 في أولويات مشاريع الطرق في المنطقة، ولكنه لم يحظ بالاعتماد هذا العام, ونأمل أن يتم اعتماده في الميزانية المقبلة. إلى ذلك, أوضح محافظ بلقرن عبدالله بن علي بن جاري أنه ضمن مهام المجلس المحلي فقد تم في شهر ذي القعدة عام 1430ه مناقشة ودراسة مشروع ازدواجية طريق بيشة – سبت العلاية لأهميته المتمثلة في كونه الشريان الرئيس الذي يربط محافظتي بيشه وتثليث بمحافظة بلقرن وشمال عسير ولكثافة مرتاديه من الناقلات الصغيرة والشاحنات ولعبور المئات من الموظفين والموظفات بشكل يومي ولاستخدامه من قبل أبناء محافظتي بلقرن وبيشة من طلاب جامعة الملك خالد ببيشة، وطلاب كلية الآداب والعلوم ببلقرن والكلية التقنية ببيشة، والمرضى المحولين الى مستشفى الملك عبدالله ببيشة. وقال إن الجميع اتفقوا في تلك الجلسة على كتابة توصية بخصوص ازدواجية هذا الطريق، تم رفعها إلى المجلس المحلي بمنطقة عسير، لافتا إلى أنه ولأهمية هذا المشروع، فإننا نأمل اعتماده ضمن المشاريع المقبلة.