"المدرسة هي المسؤولة الأولى عن ابنتي مهما تأخرت، فهي في مكان آمن".. بهذه الجملة بدأ ولي أمر طالبة بإحدى المدارس الثانوية الحديث، وقد اعتاد على التأخر عن موعد انصراف ابنته، مما يجعلها تقضي ساعات في انتظاره، وبالتالي تضطر المعلمات المناوبات للانتظار. يقول سعود البقمي إن مشاغله تضطره إلى التأخير عن موعد انصراف ابنته من المدرسة ظهرا، مشيرا إلى أن المدرسة هي المكان الآمن لابنته، ولا يخاف عليها من تأخره، طالما أنها داخل المدرسة ومع المعلمات. وأوضح أنه يشرف على العمال الذين يبنون له منزله، حيث يمكث معهم طوال الوقت، مما يؤخره عن الحضور وقت انصراف ابنته، ويرى أن على المدرسة أن تتفهم هذا الوضع، بغض النظر عن أي تبعات أخرى قد تقع على المعلمات اللائي يضطررن للانتظار مع الطالبة التي تتأخر، وأن المعلمة أو إدارة المدرسة يجب أن تهتم بأي طالبة متأخرة لحين قدوم ولي أمرها في أي وقت. هذه الحالة وغيرها من الحالات المشابهة توقع كثيرا من الطالبات في حرج شديد مع معلماتهن، وإدارة المدرسة، وتزداد وتيرة وحدة التوتر لدى بعض الطالبات خوفا من معلماتهن، ومن عقوبة إدارة المدرسة التي قد تنقل بعض الطالبات لمدارس قريبة من منازلهن بدلا من تأخر أولياء أمورهن اليومي عن الحضور لاصطحابهن بحجة وبدون حجة. وتقول الطالبة بالصف الثاني الثانوي مي الغامدي إن والداها عادة ما يتأخر في الحضور وقت الانصراف، وإن المعلمات قمن بتسجيل اسمها أكثر من مرة ضمن الطالبات المتأخرات في الانصراف، وبينت أن إدارة المدرسة رأت أن تنقلها لمدرسة أقرب لمنزلها بدلا من تأخرها يوميا في الانصراف، وانتظار المعلمات معها لحين قدوم ولي أمرها لمدد قد تصل لساعات. أما سلمى المالكي فتقول إن شقيقها هو الذي يأتي يوميا لأخذها من المدرسة، وإنه سبب تأخرها اليومي في الانصراف، لكونه طالبا جامعيا، وأغلب محاضراته تنتهي بعد الساعة الثانية ظهرا. وأشارت إلى أن إحدى المعلمات قدمت شكوى فيها، نظرا لتأخرها ظهرا، ولكن ذلك لم يحل المشكلة، كون شقيقها هو الشخص الوحيد الذي يقلها من وإلى المدرسة. وبينت مي أن من المواقف التي لا تنساها والتي حدثت بالمدرسة أثناء تأخرها أن إحدى المعلمات في يوم من الأيام اشترت لها طعاما، وتناولت الغداء بالمدرسة مع معلمتها لحين قدوم شقيقها. وترى باسمة صالح، وهي والدة لإحدى الطالبات بالمدارس الثانوية أن المدرسة مسؤولة مسؤولية كاملة عن ابنتها طالما أنها لم تخرج من المدرسة، وتقول "من واجب إدارة المدرسة ومعلماتها تأمين الحماية لابنتي لحين قدوم من يقلها للمنزل"، مشيرة إلى أن زوجها يتأخر على ابنتها، لكونه يعمل في السلك العسكري، ومن الصعوبة أن يستأذن مرتين ليأخذ أولاده من المدارس، فيضطر لانتظار وقت انصرافه، ثم يأخذ أبناءه من مدارسهم. وأضافت أنها أشارت على زوجها أن يأتي بسائق، لكنه رفض مطلقا، وأصر على أخذ أبنائه بنفسه. وبينت أن أحد المعلمين في مدرسة ابنها الذي يدرس في المرحلة الابتدائية اضطر لإيصاله للمنزل ذات يوم، بعد أن تأخر والده عليه في الحضور، ولم تكن تلك البادرة من المعلم مقبولة من قبل ولي أمر الطالب، فطالب المعلم والمدرسة بألا يقوموا بإيصال أحد أبنائه للمنزل إلا بعد أن يتم استئذان والده أولا. وأكد علي الشهري أنه لا يسمح لأي معلمة بإيصال ابنته للمنزل مهما تأخر عن الحضور للمدرسة، مشيرا إلى أن المعلمة مهمتها أن تنتظر الطالبة لا أن توصلها للمنزل، وأضاف بقوله إنه يتأخر في بعض الأحيان، ولكن تأخره لا يسبب أزمة مثلما تسببه تلك الربكة التي تنتج عن إيصال المعلمة لأي طالبة لمنزلها. وبينت المعلمة بالمرحلة الابتدائية، نجوى محمد، أنها تأخذ طالبة يتأخر والدها عن الحضور معها للمنزل لحين حضور ولي أمرها الذي تربطه بزوجها صداقة قوية، أو أنها توصلها لمنزلها. وقالت زبيدة الردهان (مديرة مدرسة متقاعدة) إن "المعمول به نظاما أن تنتظر المناوبة الإدارية والمعلمة مع الطالبة لحين حضور ولي أمرها، وإذا تكرر تأخره يؤخذ عليه تعهد خطي بعدم التأخر. وهذا التعهد يحمي إدارة المدرسة فيما بعد لو أوصلت أي مناوبة إدارية أو معلمة الطالبة إلى منزلها وحدث من ولي المر أي مشكلة بسبب ذلك". وبينت أنه لا ينبغي مطلقا إخراج الطالبة خارج المدرسة لانتظار ولي أمرها، بل تنتظر داخل المدرسة. وفي حال رؤية طالبة من قبل أي معلمة أو مناوبة إدارية خارج المدرسة عليها أن تعيدها للمدرسة، ويتم انتظار ولي أمرها. وأشارت الردهان إلى أنها اضطرت ذات يوم لإيصال إحدى طالبات المرحلة الابتدائية، وقالت "بحكم صغر سن الطالبات، لا يتذكرن منازلهن جيدا، وحسب وصف الطالبة فقد أوصلتها لمنزل جيرانها بدلا من منزلها، وفوجئت في اليوم التالي بأن والدة الطالبة تأتي للمدرسة وتوبخني لأنني أوصلت ابنتها لمنزل الجيران، وشرحت للأم أن الخطأ يقع بكامله عليها، وإلا فكيف تنسى أم ابنتها داخل المدرسة لمدة ساعتين دون اتصال أو سؤال؟". وذكرت مديرة المدرسة المتقاعدة أنه ينبغي على أولياء الأمور الاهتمام بأبنائهم وبناتهم وخاصة عند الخروج من المدرسة، وأن يحرصوا على أن يأتوا لأخذهم حال انصرافهم، وإن حدث تأخير ينبغي ألا يتجاوز الوقت المسموح به، بعد ذلك يكون من حق المعلمة المناوبة أو الإدارية إيصال الطالبة مع حارس المدرسة، لكون الأهالي أكثر ثقة بحارس المدرسة، مشيرة إلى أن المهم أن تكون المعلمة برفقة الطالبة سواء مع حارس المدرسة، أو سائقها الخاص.