حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن على الحديث بصوت موحد بشأن سورية، داعيا دمشق للإصغاء إلى تطلعات شعبها. وقال بان أثناء وجوده في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس أمس "آمل أن يتمكن مجلس الأمن من التحرك". وأضاف "علينا اغتنام هذه اللحظة، علينا مساعدة هؤلاء البشر. لقد قمعوا طويلا". وتابع "لقد خرجوا الآن نساء وشبابا تحدوهم التطلعات. لذا ظللت أحث القادة على الإصغاء بأمانة وحرص لتلك التطلعات". وتابع "سأواصل فعل الأمر ذاته وأشجع هذا الإصغاء حينما يتعلق الأمر بالموقف السوري". وفي سياق متصل ذكر نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أمس أن مسودة القرار الغربي العربي بشأن سورية في الأممالمتحدة "غير مقبولة لأنها لا تضع موقف موسكو في الاعتبار .. إنها تفتقر إلى جوانب أساسية بالنسبة لنا". وتعد هذه التصريحات هي أحدث مؤشر على أن روسيا ستضغط بقوة من أجل تغيير مسودة القرار الذي يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري بشار الأسد إلى تسليم السلطة إلى نائبه. وألمح جاتيلوف إلى أن استياء روسيا يرجع إلى عدم احتواء المسودة على فقرة تستبعد التدخل العسكري وأنها تشير إلى عقوبات فرضتها بالفعل جامعة الدول العربية على سورية. وأوضح أن "روسيا قلقة من فقرة تقول إن مجلس الأمن سينظر في مدى تطبيق سورية للقرار بعد 15 يوما ويطبق إجراءات أخرى" إذا لم تكن التزمت به. واستطرد "ما هي تلك الإجراءات؟ هذا هو السؤال". ومن جهته دعا المجلس الوطني السوري في بيان إلى التحرك "فورا" في مجلس الأمن لإصدار قرار يدين نظام الأسد، مشيرا إلى اشتداد عمليات قمع الاحتجاجات بعد قرار الجامعة العربية التوجه إلى مجلس الأمن. ودعا البيان إلى "التحرك الفوري والجاد على مستوى مجلس الأمن لإصدار قرار دولي يدين جرائم النظام، ويتعهد بمعاقبة القتلة والمجرمين من أركانه". في غضون ذلك قال نشطاء وسكان إن رجال ميليشيا موالية للرئيس الأسد قتلوا 14 من أفراد أسرة سنية في حمص أول من أمس "في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية". وأضافوا أن ثمانية من أطفالهم تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسعة أعوام كانوا بين 14 من أفراد أسرة بهادر الذين أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت في مبنى في حي كرم الزيتون المختلط في حمص. وقال طبيب في الحي "العلويون الذين بقوا في كرم الزيتون رحلوا في ظروف غامضة قبل أربعة أيام وترددت شائعات بأنهم فعلوا ذلك بأوامر من السلطات. واليوم نعرف السبب". وذكر المجلس الوطني أن النظام السوري "فقد صوابه منذ أن قررت الجامعة العربية نقل ملف جرائمه إلى مجلس الأمن، فبدأ بحصار وقصف مركز بالأسلحة الثقيلة على العديد من المدن والبلدات السورية، خاصة حمص وحماة ودوما وجبل الزاوية" مشيرا إلى "إبادة أسر بكاملها في حمص وحماة". وأعلن "الجيش السوري الحر" أمس اعتقال خمسة عسكريين إيرانيين في مدينة حمص مطالبا المرشد الإيراني علي خامنئي الإقرار بوجود عناصر إيرانيين في سورية وسحبهم مباشرة من البلاد. وذكر بيان صادر عن "كتيبة الفاروق" في "الجيش السوري الحر" أن الإيرانيين الخمسة "يعملون تحت إمرة فرع المخابرات الجوية في حمص". وشدد البيان على أن "جوازات سفرهم لا تحمل أي تأشيرة دخول أو إقامة أو تصريح بعمل ودخولهم جميعا كان زمن الانتفاضة السورية". من جهتها نفت السفارة الايرانية في دمشق ارتباط المعتقلين بالقوات العسكرية الإيرانية، واعتبر الملحق الإعلامي فيها أن "موضوع ارتباطهم بالقوات العسكرية أو الحرس الثوري الإيراني مرفوض جملة وتفصيلا".