اعتبر الحرس الثوري الإيراني نشر سفن حربية أميركية في الخليج أمرا يجيء ضمن أنشطة روتينية، وذلك في تراجع على ما يبدو عن تحذيرات سابقة لواشنطن مطالبة إياها بعدم دخول المنطقة. وقال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أمس "السفن الحربية الأميركية والقوات العسكرية موجودة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط منذ سنوات وقرارها الخاص بنشر سفينة حربية جديدة ليس قضية جديدة ويجب تفسيره على أنه جزء من وجودها الدائم". وربما يكون هذا التصريح محاولة لتهدئة التوتر الذي تصاعد بحدة الشهر الحالي إثر تهديد إيران بغلق مضيق هرمز وهو ممر ملاحي حيوي لشحنات النفط إلى خارج منطقة الخليج، وذلك في حالة فرض عقوبات جديدة تعرقل صادراتها من النفط. وأضاف سلامي أن المناورات الإيرانية البحرية في مضيق هرمز ستجري في موعدها المزمع، المقرر من 21 يناير (أمس) وينتهي في 19 فبراير المقبل. وارتفعت أسعار النفط أكثر من مرة خشية نشوب حرب والشكوك بشأن تأثير العقوبات على السوق العالمية للنفط. في غضون ذلك، اغتيل رجل دين سني إيراني بارز على أيدي مسلحين مجهولين في بلدة راسك بإقليم سيستان بالوشيستان جنوب شرق إيران. وهاجم مسلحون مولاي مصطفي جانجي زيهي على طريق شاهباهار سارباز في ساعة متأخرة ليلة الجمعة، وبرفقته شخص آخر قتل أيضا في الهجوم، الذي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه. وزيهي معروف بتأييده للوحدة بين السنة والشيعة. من جهة أخرى، يبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ال 27 اليوم الملف النووي الإيراني. ويتجه الوزراء لاعتماد تدابير قسرية متشددة تشمل على وجه الخصوص فرض حظر على واردات النفط وتجميد أصول المصرف المركزي، وهي تدابير يقول الأوروبيون إنها تهدف للتعبير عن استمرار القلق من البرنامج النووي الإيراني ودفع السلطات الإيرانية نحو الوفاء بالتزاماتها واستئناف الحوار مع المجتمع الدولي بطريقة جادة. وفي السياق، أعلنت بكين أمس أنها أبلغت وفدا إيرانيا زائرا برئاسة نائب الأمين العام لمجلس الأمن الوطني الأعلى علي باقري، أن العودة للمحادثات النووية تمثل "أولوية قصوى". وأضافت أن "الصين تعتقد أنه لابد من حل القضية النووية الإيرانية سلميا من خلال الحوار والمفاوضات وأن العقوبات والوسائل العسكرية لن تعالج المشكلة بشكل جوهري".