ما بين جبال جدة شرقا وبحرها غربا، وعلى امتداد نحو 20 كلم، سجلت مختلف الشقق المفروشة والفنادق نسبة إشغال تراوحت ما بين 90 إلى 100% من الزوار و"مصطافي" الشتاء، حيث أصبحوا يزحمون كورنيش العروس الدافئ نهارا، ويتجولون في المراكز التجارية والمدن الترفيهية ليلا، في مشاهد مستمرة، تجعل من شوارع العروس ممرات لا تهدأ طيلة هذه الأيام. أكثر مناطق جدة التي شهدت زحاما خلال إجازة الربيع الحالية هي مناطق الكورنيش، ومنطقة أبحر في فترة النهار، وعدد من المراكز التجارية الكبرى في فترة المساء، فيما تركز إقبال الزوار على الوحدات السكنية القريبة من المراكز التجارية بالدرجة الأولى، يلي ذلك الفنادق المطلة على منطقة الكورنيش لقربها من المدن الترفيهية. وفي الوقت الذي سجلت فيه المدن الترفيهية والمنتجعات السياحية بشرم أبحر شمال جدة أكبر حركة للزوار، حيث الألعاب البحرية، مثل الزوارق والجيت سكي "الدباب البحري"، والمواقع المخصصة للسباحة للأطفال والكبار، برزت ظاهرة زيارة جبال شرق جدة، للاطلاع على المشروعات العملاقة المنفذة لدرء أخطار السيول، وكذلك فعاليات "التطعيس" التي يمارسها هواة في جبال الشرق على طريق مكةالمكرمة السريع. ولم تخل المنطقة التاريخية هي الأخرى من كثافة الزوار، حيث سجلت أزقتها حضورا لافتا في الفترة المسائية، وخصوصا وقت تنفيذ الفعاليات الشعبية التي تنفذها فرق متخصصة، والجولات السياحية التاريخية التي تنظمها هيئة السياحة والآثار بمنطقة وسط جدة للزوار. ووسط مخاوف عدد من الزوار من ارتفاع أسعار الوحدات السكنية المفروشة، أكد رئيس فرع هيئة السياحة بمنطقة مكةالمكرمة محمد العمري ل"الوطن"، أن لجان رقابة أسعار الوحدات السكنية تلقت نحو 9 شكاوى أمس من زوار حول ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن أسعار هذه الوحدات تم تحديدها منذ فترة سابقة، وفق درجات محددة، وأن بعض الزوار يلاحظون اختلاف الأسعار بين فترة المواسم وغيرها. وقال العمري إن الأسعار التي تمنح للزوار خارج فترة المواسم مخفضة من قبل تلك الوحدات لضعف الإقبال. إلى ذلك، بدأت المراكز التجارية في تسويق تخفيضاتها الموسمية لاستقبال أكبر عدد من الزوار، وسط زحام كثيف تشهده معظم تلك المراكز.